أجمع عدد من المتدخلين في المنتدى الجهوي الرابع حول "انعكاسات الإشعاعات النووية على صحة الإنسان" الذي جرت أشغاله امس بأدرار على أهمية إعداد سجلات للمصابين بداء السرطان بمختلف أنواعه. وأكد هؤلاء الأخصائيين بأن انعدام هذه السجلات يؤثر بشكل سلبي على المتابعة الطبية للمصابين بهذا الداء الخطير لا سيما على مستوى منطقة رقان وما جاورها. وفي هذا الصدد أشار الدكتور عبيد أخصائي في الجراحة الى ان الجولة الميدانية التي قام بها رفقة عدد من الأطباء إلى منطقة رقان الواقعة على بعد 150 كلم جنوب أدرار قد كشفت للوفد عدم توفر سجلات طبية للمصابين بهذا الداء الخطير بالمنطقة. كما لاحظ الوفد الطبي -وفق المتحدث- انتشار عدة أمراض من بينها أمراض الغدة الدرقية و سرطان الثدي ،إضافة إلى ملاحظة انخفاض "محسوس" في نسبة الولادات مقارنة بالمناطق الأخرى للوطن. ودعا الدكتور عبيد مجددا بعد هذه الزيارة إلى منطقة رقان الذي أجرى بها الاستعمار الفرنسي تجاربه النووية إلى "ضرورة الإهتمام بمسألة إعداد هذه السجلات التي تدون بها مختلف المعلومات الطبية للمصابين و تعتبر مرجعا علميا وطبيا في غاية الأهمية يساعد الأخصائيين على متابعة درجة تطور الداء لدى المصابين". ولتحقيق هذا المسعى يقترح الدكتور عبيد في هذا الصدد إعداد مخطط عمل مستقبلي يقوم على التنسيق والتعاون الوثيق بين أطباء من الهيئات الإستشفائية في الشمال مع نظرائهم بالجنوب الكبير بخصوص تسجيل جميع المصابين بالمنطقة الذين يعانون من مختلف أنواع السرطانات بما يسمح بالتكفل وبشكل أفضل بهؤلاء المرضى من جهة و إعداد من جهة أخرى الأبحاث الطبية اللازمة. ويرى الأخصائي "بأن الجهود الماضية لم تعط النتائج العلمية المرجوة و لم تعط دفعا لهذا الملف الإنساني و ذلك لانعدام المعطيات العلمية المطلوبة". وتذهب في نفس الإتجاه الدكتورة ملوي من تمنراست التي أبرزت أهمية تواجد هذه السجلات الطبية بما يسمح بالمتابعة الدقيقة للمصابين بداء السرطان بمختلف أنواعه. وأشارت في هذا الخصوص إلى أن الدراسة الطبية التي قامت بها خلال السنوات الأخيرة قد كشفت لها عن إصابات بداء السرطان لا يتجاوز عددها 40 حالة و هي إحصائيات لا تكشف الأرقام الحقيقية للمصابين في منطقة انتشرت بها الإشعاعات النووية.