وصف السيد عبد العزيز بلخادم وزير الدولة الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية العلاقات الجزائرية القطرية بالممتازة في الوقت الحالي، مؤكدا وجود رغبة في رفع حجم الاستثمارات بين البلدين في المستقبل القريب لترقية العلاقات الاقتصادية التي لا تزال ضعيفة بين البلدين مقارنة بالعلاقات السياسية والدبلوماسية الجيدة. أكد السيد بلخادم أن العلاقات السياسية بين الجزائر وقطر قطعت أشواطا إيجابية وتعززت أكثر بعد الزيارات المتبادلة التي قام بها قادة البلدين كانت آخرها زيارة رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ حامد بن جاسم قبل أيام للجزائر. وأعرب السيد بلخادم في حوار لجريدة "العرب" القطرية أمس عن استعداد البلدين لتحسين العلاقات الاقتصادية في الوقت الذي لا تزال فيه ضعيفة اذا ما قورنت بالعلاقات السياسية، وهو ما أرجعه المسؤول إلى كون البلدين ينتجان نفس الشئ من الغاز والنفط، الأمر الذي جعل العلاقات التجارية محدودة لأنها تنتعش عندما يكون هناك تكامل وتبادل، حيث قال إنه من الطبيعي أن يكون سقف الميزان التجاري متدنٍ بين البلدين في غياب المبادلات. وفي هذا السياق أشار السيد بلخادم إلى أنه تم الاتفاق مؤخرا في مجال الاستثمار على إنشاء صندوق للشراكة والاستثمار بمبلغ 500 مليون دولار. وهذا ما سيساهم في رفع حجم الاستثمارات المشتركة وتمكين القطريين من الاستثمار في الجزائر. من جهة أخرى أثنى وزير الدولة الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية على الدور الذي تقوم به الدبلوماسية القطرية منذ توليها رئاسة القمة العربية السنة الحالية، حيث قامت بما يجب أن تقوم به ووفت وأوفت في إصلاح المتعثر في العلاقة بين الأطراف العربية من أجل صفاء الجو الذي يسمح للصف العربي بأن يتوحد ويذهب العرب إلى قمة ليبيا بتشنجات وتوترات أقل، على أمل أن تبدد كل الغيوم من سماء العلاقات العربية- العربية على حد تعبيره. وعشية القمة العربية المنتظرة بليبيا تأسف المتحدث لما وصفه بالغيوم الكثيرة في سماء العلاقات العربية، حيث قال إنه لا بد من النظر إلى الخارطة العربية، فنادرا ما لا نجد بين بلدين جارين شيئا يشوب العلاقات الأخوية بينهما لسبب أو لآخر محق أو باطل، فمن انقسام فلسطيني، يراد تقسيم دول العالم العربي إلى دول ممانعة ودول اعتدال، وصولا إلى انقسام في وجهات النظر حول بعض القضايا سواء تعلق الأمر بالسودان أو اليمن أو بعض القوى السياسية داخل فلسطين ولبنان، أو تعلق الأمر بعلاقات بعض الدول بدول عربية. فهناك أشياء كثيرة تجعل الرؤية غير موحدة ويراد لهذه العلاقات أن لا تكون منسجمة سواء بالاجتماعات التي تسبق المواعيد العربية أو الاجتماعات التي تأتي بعد المواعيد العربية. فالمأمول أن يتصرف العرب بما يخدم المصالح العربية، وبما يضمن خروج قوات الاحتلال من كل أجزاء الوطن العربي بما يضمن التقاسم الاقتصادي العربي ووحدة الكلمة العربية. وأضاف المتحدث أنه لا توجد مشاكل ليس لها حل في الدول العربية والمهم أن يكون القرار سيدا في كل بلد عربي ويعمل على تفعيل المصلحة العامة، لأن "هذه الخلافات ليست بالخلافات المتجذرة التي يستعصي حلها". معربا عن أمله في أن لا يكون هناك تدخل خارجي في الشؤون العربية وأن يعمل خلال هذه القمة على إعطاء الأولوية لما يجمع والابتعاد عما يفرق.