عبرت الجزائر عن استعدادها التام لتطوير علاقاتها مع دولة قطر على جميع المستويات، وذلك باستغلال كل الفرص التي من شأنها دفع العلاقات الثنائية بين البلدين والرقي بها أكثر مما هي عليه اليوم، خاصة على الصعيد الاقتصادي. وتعتبر العلاقات الجزائرية القطرية علاقات قوية ومتميزة من الناحية السياسية وهو ما يؤكده توافق البلدين وتقارب وجهات نظرهما وقراراتهما في العديد من القضايا، الأمر الذي يدعو إلى تقوية العلاقات الثنائية في مختلف المجالات خاصة الاقتصادية منها لترقى إلى مستوى العلاقات السياسية. وفي هذا السياق؛ أكد السيد عبد الفتاح زياني سفير الجزائر بقطر في حوار لجريدة "الراية" القطرية أن البلدين تمكنا من تحقيق العديد من الانجازات بفضل العلاقات الجيدة بينهما، مشيرا إلى أنهما مقبلين على مرحلة طموحة جدًا للدفع بهذه العلاقات إلى مراحل عليا سواء في المجال الاقتصادي أوفي مجال الاستثمارات لجعلها علاقة شراكة. مضيفا أن العلاقات الثقافية والتعليمية بين البلدين قائمة ولكن يجري حاليا العمل على تعزيزها وتوطيدها مستقبلا. وتعلق الجزائر آمالا كبيرة للذهاب بعيدا بهذه العلاقات بعيدا خاصة بعد تحسن الأوضاع الأمنية وعودة الاستقرار، حيث أكد السفير أن صفحة أحداث العنف التي شهدتها الجزائر طويت نهائيا بفضل قانون الوئام المدني والمصالحة الوطنية وبفضل جهود الرئيس عبد العزيز بوتفليقة والحكومة الجزائرية، مضيفا أن الجزائر استعادت عافيتها وطمأنينتها وأصبح الإرهاب في الجزائر بحكم الماضي و"ما يحدث أحيانا عبارة عن أمور بسيطة يمكن أن تقع بين حين وآخر". والجزائر كلها الآن عبارة عن ورشة بناء بفضل الخطط التي اعتمدها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، الذي خصص ما قيمته 150 مليار دولار ضمن المخطط الأول الذي ينتهي العام الجاري للنهوض بالأوضاع في الجزائر التي دخلت الآن في المخطط الثاني الذي خصص له أيضا 150 مليار دولار من سنة 2010 إلى 2014 وبالتالي فإن مؤسسات الدولة الجزائرية أقوى من أي مرحلة مضت واهتمامات الشعب الجزائري منصبة هذه الأيام على الاستثمار، التجارة، السياحة، العلوم والتكنولوجيا، يضيف الناطق باسم الدبلوماسية الجزائرية الذي قال "لقد انتصرنا على الإرهاب بجهودنا الفردية وخرجنا من دائرة الإرهاب التي دخلتها دول أخرى وكنا دائما نقول إن الإرهاب ظاهرة عالمية لا يستهدف دولة بعينها" . وكان أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني قد حل بالجزائر في زيارة قصيرة بدعوة من رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة شهر أكتوبر الماضي وذلك لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية وتعميق التنسيق إزاء مختلف القضايا العربية والإقليمية والدولية. وسبقت هذه الزيارة زيارة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة إلى قطر في عام 2008 حيث وصف وقتها العلاقات السياسية بين البلدين "بالممتازة والمتميزة"، لكنه اعتبر العلاقات الاقتصادية "ضعيفة"، حيث لم تتجاوز سقف 236 مليون دولار منذ عام 2006. وخلال انعقاد اللجنة القطرية-الجزائرية المشتركة في اجتماعها الثالث في الدوحة العام الماضي، أعربت قطر عن رغبتها في تأسيس صندوق استثماري مشترك بين البلدين في مجال التطوير العقاري من خلال شركة الديار القطرية المملوكة للحكومة والتي تنشط حاليا في أكثر من 30 دولة وتستثمر أكثر من 45 مليار دولار أمريكي. وتملك قطر ثالث أكبر احتياطي عالمي من الغاز بعد روسيا وإيران، كما أن الجزائر التي تنتج سنويا 152 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي تزود الاتحاد الأوروبي بنحو 13 بالمائة من احتياجاته من الغاز. من جهة أخرى؛ أعرب السفير زياني عن سعادته بأبناء الجالية الجزائرية المقيمة في دولة قطر واصفا إياها بأنها جالية نوعية ذات كفاءة عالية جدا وهي كفاءات مشهود لها حيث تساهم بدورها في عملية التنمية الشاملة في دولة قطر. مؤكدا أنه جعل من أوضاع الرعايا الجزائريين المقيمين في دولة قطر من أولوياته الرئيسة ولذلك قام بإجراء عدة لقاءات مع أبناء الجالية الذي يحرص على التواصل معهم دائما.