طالب الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز قادة دول الاتحاد الأوروبي بإعادة النظر في قرارهم بمنح المغرب صفة "الوضع المتقدم" في وقت ما انفك هذا النظام يصر على عدم الالتزام "وبشكل جدي" بتسوية النزاع في الصحراء الغربية. وأدلى الرئيس الصحراوي بهذا التصريح خلال الزيارة التي يقوم بها إلى مدينة مورثيا في جنوباسبانيا بعد لقاء جمعه برامون لويز فالكارسال رئيس الجهاز التنفيذي لهذه المنطقة. وندد الأمين العام لجبهة البوليزاريو في تصريح للصحف الاسبانية "بتراجع السلطات المغربية عن موقفها بخصوص تنظيم استفتاء لتقرير مصير الشعب الصحراوي طبقا للشرعية الدولية" . كما ندد "بتصعيد القمع الذي تمارسه قوات الأمن المغربية ضد السكان المدنيين في الأراضي الصحراوية المحتلة" وبعمليات النهب الممنهجة والمكثفة للموارد الطبيعية الصحراوية. وأعرب في ذات الصدد عن شكره للحكومة الجهوية لمورثيا وعديد المنظمات غير الحكومية للتضامن مع الشعب الصحراوي من اجل الجهود الرامية إلى "التخفيف من معاناة" اللاجئين الصحراويين. وأمام هذه الوضعية الكارثية في المدن الصحراوية المحتلة وجه الرئيس محمد عبد العزيز نداء ملحا للمجتمع الدولي من اجل "الإسراع في تطبيق الشرعية الدولية في الصحراء الغربية التي لا تزال الحالة الوحيدة لتصفية الاستعمار التي لم تتحقق في إفريقيا من خلال تنظيم استفتاء لتقرير المصير الذي من شأنه تمكين الشعب الصحراوي من تقرير مصيره بكل حرية" . وأجرى الأمين العام لجبهة البوليزاريو خلال تواجده باسبانيا محادثات مع رئيس بلدية مورثيا ميغال انخيل كامارا الذي تعد بلديته من المشاركين النشطين في أعمال التضامن مع اللاجئين الصحراويين. وتقوم هذه البلدية بعمليات التنسيق وجمع المساعدات من خلال الجمعية المحلية لأصدقاء الشعب الصحراوي وإشرافها على 33 مشروعا إنسانيا في مخيمات اللاجئين الصحراويين بمبلغ إجمالي يفوق 550 الف أورو شملت قطاعات التعليم والصحة والخدمات الاجتماعية. كما التقى الرئيس الصحراوي خلال زيارته إلى منطقة مورثيا بممثلي مختلف الاحزاب السياسية والمجتمع المدني المحليين من بينهم الناشطين في اطار الحركة التضامنية مع الشعب الصحراوي وبممثلي النقابات الاسبانية ورئيس الكنفدرالية الجهوية لمنظمات مؤسسات منطقة مورثيا ومدير جامعة هذه المدينة قبل استقباله في الجمعية الجهوية (البرلمان المحلي). وفي سياق التطورات التي تعرفها هذه القضية في المدة الأخيرة أكد وزير الشؤون الخارجية الإسباني ميغال أنخيل موراتينوس أن حل النزاع بين المغرب وجبهة البوليزاريو يجب أن يخضع لمبدإ تقرير مصير الشعب الصحراوي. وقال رئيس الدبلوماسية الإسباني أمام لجنة الشؤون الخارجية للغرفة السفلى للبرلمان الإسباني لإحاطة النواب بموقف حكومته من نزاع الصحراء الغربية أن "أي حل لن يكون كاملا ولا مقبولا إذا لم يحترم تقرير المصير" . واعتبر موراتينوس ان تسوية هذا النزاع يجب ان يكون على أساس "الحوار المباشر بين الطرفين ووفقا لنصوص اللوائح الأممية" موضحا أنه يجب أن يكون "عادلا ومقبولا على الدوام من الطرفين وكفيل بأن يضمن تقرير مصير الشعب الصحراوي" . وجدد الوزير الإسباني تأييد بلاده لمسار المفاوضات المباشرة التي باشرها طرفا النزاع قصد "تحديد معالم مبدأ تقرير مصير الشعب الصحراوي" . وفي رده على سؤال لنواب حزب "إثكييردا أونيدا" (اليسار الموحد) والكتلة الوطنية لمنطقة غاليسيا الذين طلبوا منه توضيحا حول ما إذا كان رئيس الحكومة الإسبانية خوسي لويس رودريغيز ثاباتيرو يعتقد أن نموذج الحكومات المستقلة بإسبانيا "بإمكانه أن يكون بمثابة تجربة للفصل في النزاع الصحراوي" مثلما تم تفسيره خلال القمة الإسبانية المغربية التي عقدت في ديسمبر الماضي بالعاصمة مدريد أكد موراتينوس أن " السيد ثاباتيرو قدم لمحة عامة عن مخطط الإصلاح الإقليمي الذي يريد الملك محمد السادس توسيعه إلى المغرب". وأبدى العديد من النواب الاسبان معارضتهم الصريحة لمخطط الضم الذي يسعى المغرب فرضه على الصحراء الغربية على غرار غاسبار لياماريس (اليسار الموحد) وأولايا فرنانديز (الكتلة الوطنية لغاليسيا) اللذين اتهما الحكومة الإسبانية بالابتعاد عن موقفها الحيادي من أجل تأييد طروحات الضم المغربية. وابدى موراتينوس "تفاؤله" إزاء إرادة طرفي النزاع في التقدم الأمر الذي جعله يدعو إلى القيام بعمل مشترك في هذا الاتجاه بين اسبانيا والولايات المتحدةوفرنسا. وأكد أنه طلب خلال اتصالاته مع الإدارة الأمريكيةالجديدة لباراك أوباما بإدراج مسألة الصحراء الغربية في الأجندة الثنائية وكذا مع فرنسا. وخلص إلى القول أن "هناك إجماعا على أن الاندماج والاستقرار بالمغرب العربي لن يتحققا إلا بنهاية النزاع الصحراوي" .