دقت مؤسسة القصبة مرة أخرى ناقوس الخطر إمام حالة التدهور "الكبير" الذي تشهده قصبة الجزائر مطالبة السلطات العمومية من اجل الشروع في "أعمال فعالة و عاجلة" لانقاد ما تبقى من هذا الموقع التاريخي فقد تطرق القائمون على هذه المؤسسة مطولا خلال لقاء نظم بالشراكة مع منتدى المجاهد إلى حالة التدهور التي تعرفها بناءات القلعة و كذا حول "عدم اكتراث" السلطات العمومية بالإسراع في الشروع في أعمال فعالة من اجل حماية و ترميم الموقع. كما أعرب رئيس المؤسسة عبد القادر باباسي عن أسفه لغياب ممثلين عن وزارة الثقافة في هذا الاجتماع على الرغم "من الدعوة التي وجهت لهم" مشيرا إلى "عدم اهتمام " السلطات العمومية بإعادة تأهيل قصبة الجزائر على الرغم -كما قال- من تصريحات "النوايا الحسنة" ومنها تلك التي أعرب عنها الوزير الأول نفسه الذي "أكد رسميا التزام الدولة" بالتكفل بهذا الملف و أوضح المتدخلون انه اذا لم يكن هناك تدخل "على نطاق واسع" و "تشاوري" مدعوما "بقرار سياسي واضح" فان قصبة الجزائر هذا الموقع الاثري الذي يعود الى قرون خلت سيكون مهددا بخطر الانهيار بفعل تاثيرات مياه الامطار و الزلازل فضلا عن تهاون السلطات العمومية. في هذا الصدد اقترح الرئيس السابق للمؤسسة السيد علي مبطوش بان تقوم مؤسسة القصبة او الدولة "بامتلاك" البناءات الشاغرة و المهجورة حيث تقدر هذه الاخيرة بحوالي 300 مسكن ومحلا تجاريا. و أشار منظمو اللقاء الى انه علاوة "على نقص الامكانات المادية والارادة" التي تتطلبها كل مؤسسة كبيرة للحفاظ على قصبة الجزائر فان "الفوضى المنتشرة" (التهيئة العشوائية و الدكاكين الصغيرة و الطاولات التجارية الفوضوية الخ." تعرقل عمليات الترميم التي شرع فيها و "تجعل النصوص القانونية السارية غير قابلة للتطبيق و تضم قصبة الجزائر التي كانت مقرا للحكم بالجزائر قبل الاحتلال الفرنسي سنة 1830 عديد القصور الفخمة و المعالم الدينية كما تتربع على مساحة تقدر ب45 هكتار و كانت تضم الفا و سبعمائة (1700) بناية سنة 1970 في حين لم يعد موجودا منها سنة 1992 تاريخ ادراجها ضمن التراث العالمي إلا ألفا و مائتي بناية فقط (1200) و ست مائة فقط (600) حاليا و هي توجد في حالة "تدهور متقدم".