هل يجب توجيه اللوم إلى المدرب رابح سعدان و تحميله مسؤولية تراجع مستوى الفريق الوطني، عقب ما حدث لهذا الأخير أمام صربيا في سهرة يوم الأربعاء؟ السؤال جدير بالطرح ما دام يفترض أن يكون لاعبونا الدوليون في استعداد بدني متقدم قبل انطلاق المونديال بثلاثة أشهر، لا سيما أن في أرجلهم مشاركة قارية خاضوا ربع منافستها ولم يمر على نهايتها أكثر من شهر، بمعنى أن مستواهم التنافسي كان يجب أن يسير في تصاعد مستمر وليس العكس. ومما لا شك فيه أن الوجه الشاحب الذي ظهر به رفاق زياني أمام منتخب صربيا لا يعكس مستواهم الحقيقي الذي نعرفه عنهم وسمح لهم بالتأهل إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا والعالم 2010. لقد جاؤوا إلى هذا الموعد الودي بدون استعداد بدني كبير والسبب في ذلك أن الأغلبية كانت تفتقر إلى المنافسة الرسمية على مستوى أنديتهم، منهم من بقي على كرسي الاحتياط مثل عبدون ومطمور، ومنهم من أبعد عن التشكيلة الأساسية على غرار عنتر يحيى وكريم زياني وآخرون لم يتعافوا نهائيا من الإصابات التي يشكون منها، على غرار يزيد منصوري ورفيق حليش، فضلا عن أن الحارس قواوي لعب مبارتين رسميتين منذ إجرائه لعملية جراحية، فشيء طبيعي أن يغيب التكامل والانسجام على أرضية الميدان رغم أن اللاعبين الآخرين الذين خاضوا مباراة صربيا كان لديهم حجم تنافسي معتبر... فما عسى المدرب الوطني أن يفعل أمام هذا الوضع الذي قد يبقى على حاله، ما دام اللاعبون المحترفون يوجدون تحت تصرف أنديتهم التي قد تستمر في عزلهم عن المنافسة، ولا يمكنهم أيضا تلبية دعوة الفريق الوطني سوى في تواريخ الفيفا وسعدان يدرك الآن أن برنامج عمله سيتأثر بشكل كبير في حالة استمرار هذا الوضع وأن المبارتين الوديتين القادمتين ضد إيرلندا والإمارات العربية المتحدة غير كافيتين، لا سيما وأن ليس أمامه بدائل كثيرة لتدارك كل النقائص، بعد أن تمسك بموقفه الرافض للاعتماد على اللاعبين المحليين، رغم أن بعض المصادر القريبة من الفاف تشير إلى وجود ضغوطات قوية على سعدان لكي يقوم باستدعاء مهاجم وفاق سطيف لزهر حاج عيسى والربيع مفتاح اللذين يستحقان الالتحاق بالفريق الوطني في نظر كثير من الاختصاصيين في شؤون كرة القدم، الذين خرج البعض منهم عن تحفظاتهم بشأن تسيير المنتخب الوطني، وذهبوا إلى حد انتقاد اختيارات سعدان في الجانب التكتيكي وطالبوا بتدعيم العارضة الفنية، حيث عبروا عن خشيتهم من مشاركة كارثية "للخضر" في موعد جنوب إفريقيا، حتى أنهم دقوا ناقوس الخطر بعد الهزيمة القاسية المسجلة أمام منتخب صربيا، والتي بينت حسب اعتقادهم أن عملا كبير لا يزال ينتظر سعدان الذي من المفترض أن يكون قد خرج من مباراة يوم الأربعاء الفارط باستنتاجات كثيرة، لا سيما وأن اللقاء ضد المنتخب الصربي كان بمثابة اختبار حقيقي لاستخلاص الدروس والتوجه نحو تشكيل منتخب متماسك قادر على تشريف الألوان الوطنية وإفريقيا والعرب في العرس الكروي العالمي الكبير. ورغم ما يحدث للفريق الوطني، فقد أبدى رابح سعدان إلى حد الآن ثقة كبيرة في ما يقوم به من عمل وظهر، عكس الفترات السابقة التي كان فيها على رأس الفريق الوطني، غير مكترث بالانتقادات التي أصبحت توجه إليه حتى من اللاعبين الدوليين السابقين الذين قادهم إلى مونديال86. وهناك من الأطراف التي لا تزال مستمرة في الدفاع عن سعدان وشبهت وضعيته بما حدث للمدرب الوطني الأرجنتيني السابق بيلاردو الذي تعرض لانتقادات شرسة من صحافة بلاده قبل مونديال 86 ولم يمنعه ذلك من التتويج بكأس العالم.