يشكل موضوع " الجزائر النوميدية تاريخ وحضارة" محور الملتقى الدولي، الذي ينظمه متحف سيرتا الوطني لولاية قسنطينة، اليوم، في إطار نشاطات شهر التراث، الممتد ما بين 18 أفريل و18 من ماي الجاري، واحتفالا باليوم العالي للآثار، الذي يصادف اليوم الأخير من شهر التراث، ويحضر هذا الملتقى، الذي تدوم أشغاله ثلاثة أيام بدار الثقافة محمد العيد آل خليفة، يختتم بخرجة ميدانية إلى ضريح "أمدغاسن" الواقع بين ولايتي قسنطينة وباتنة، أكثر من 150 مشارك، ما بين أساتذة جامعيين من المعهد الوطني للآثار، وجامعة قسنطينة، وممثلين عن عدة متاحف وطنية كمتحف زابانة من وهران، ومتحف التقاليد الشعبية من الجزائر، ومتحف الآثار القديمة• كما يحضر الملتقى حوالي 20 ضابطا من شرطة الحدود، سينكبون على شرح آليات الحفاظ على الممتلكات ، إضافة إلى المهتمين بالآثار والتاريخ من الفئات المثقفة، هذا واعتبرت مديرة المتحف السيدة "هادفي سامية" أن اختيار هذا الموضوع بالذات للدراسة لم يأت اعتباطا، وإنما بهدف إزالة إشكالية البعد الحضاري للكيان النوميدي، الذي لم يحظ بالدراسات التاريخية والأثرية الكافيتين، وذلك بالوقوف على المواصفات الحضارية النوميدية في تأثيرها وتأثرها، وهوالموضوع الذي خصصت لدراسته 5 محاور أساسية، تدور حول جغرافية وتاريخ المملكة النوميدية، حدود المملكة، وشجرة الأسرة الحاكمة، العمارة والهندسة المعمارية، الحياة الاجتماعية الديانات والمعتقدات، والعملة والعلاقات التجارية، من جهة أخرى تضيف السيدة "هادفى" أن إحياء هذا الموضوع يأتي تأكيدا على النجاح الذي حققه معرض الجزائر النوميدية، الذي نظم بمناسبة الجزائر عاصمة الثقافة العربية، والذي تم خلاله جمع وعرض نماذج الانتاج والاستهلاك الثقافيين من آلهة وطقوس دينية، ممارسة وقوائم الأسماء والحرف والوظائف التي حفظتها لنا النصب التاريخية، وما حملته من طبيعة الامتزاج البشري والثقافي من خلال البعدين البوني والنوميدي•