طالبت لجان مختصة أوفدتها وزارة الثقافة لمعاينة ضريح الملك النوميدي إمدغاسن بباتنة، بضرورة الإسراع بإيقاف عمليات الترميم التي جرت مؤخرا على المعلم وأضرت به كثيرا نظرا لعدم توافرها على الخبرة اللازمة ومراعاتها لخصوصيات المعالم التاريخية. وتشير بحوث متخصصة أن الضريح النوميدي شيّد بين أواخر القرن الرابع وبداية القرن الثالث قبل الميلاد بتصميم مستدير يصل قطر دائرته القاعدية إلى 59 متر ويقل قطر الدوائر العلوية كلما زاد ارتفاع الضريح حتى يصل 19 مترا، وقد امتزج فيه الفن المعماري الشرقي بالإغريقي لطبيعة العلاقات السائدة آنذاك ويعتبر شاهدا على الفترة النوميدية للعهد الأمازيغي، رغم أن الأبحاث التي أجريت على الأثاث الجنائزي الذي عادة ما يعثر عليه داخل هذه الأضرحة لم تأت بجديد، ما يرجح أنه تعرض لعملية سرقة ونهب لهذه الكنوز. وقد رفعت لجان المعاينة تقاريرها إلى وزارة الثقافة في هذا الخصوص مؤكدين على أن الترميمات يجب أن تقوم بها جهات مختصة حتى لا تستمر الوضعية الكارثية التي يوجد عليها الضريح. وحسب مصادر من مديرية الثقافة بباتنة، فإن العملية ستسند إلى مختصين أجانب بعد الإعلان عن مناقصة دولية. وللإشارة، فإن ضريح إمدغاسن يقع على بعد 36 كلم شمال عاصمة الولاية وتحديدا ببلدية بومية وكان قبل العشرية السوداء يستقطب أعدادا معتبرة من السياح من مختلف الجنسيات، وتضم ولاية باتنة كثيرا من المواقع الأثرية الهامة باتت تعاني من النقص الفادح في المختصين ومكاتب الدراسات التي تعنى بالبحث والتمحيص في الآثار المادية والتراث وجرد المواقع الأثرية بالمنطقة لترميم ما تأثر منها بظروف الزمن و الآثار السلبية الطبيعية والبشرية.