اختتمت بقسنطينة أشغال الملتقى الدولي "الجزائر النوميدية، تاريخ وحضارة"، الذي نظمه المتحف الوطني سيرتا تدعيما للنجاح الذي حققه معرض "الجزائر النوميدية" الذي نظم السنة الفارطة في إطار تظاهرة "الجزائر عاصمة الثقافة العربية". الملتقى عرف مشاركة عدة أساتذة جامعيين من مختلف أنحاء الوطن، حيث تمحورت أغلب تدخلات الأساتذة المحاضرين حول التعريف بالبعد الحضاري للكيان النوميدي وانفتاحه على حضارات البحر الأبيض المتوسط. وأكّد منظمو الملتقى أنّ اختيار موضوع الملتقى الدولي "الجزائر النوميدية"، جاء كخطوة لمحاولة توضيح اشكالية البعد الحضاري للكيان النوميدي الذي لم يحظ بالدراستين التاريخية والأثرية الكافيتين، إضافة الى تثمين خريطة النصوص الليبية وتسليط الضوء على جانب المعالم الزخرفية الفخارية المؤرّخة أو العملات النوميدية بما تحمله من اشارات الملك ونماذج الاستهلاك الثقافي، خاصة أن الخصوصية الثقافية لأغلب هذه المعالم الأثرية من مدن ومراكز عمرانية أو معالم جنائزية على شكل مقابر واسعة وأضرحة ضخمة، لا تزال منتصبة بمواصفاتها المعمارية المتميزة، ما سيمكّن من فتح مجال البحث فيها. الملتقى جاء للإجابة عن أسئلة طرحت نفسها كثيرا أمام الباحثين لاسيما بعد نجاح معرض "الجزائر النوميدية"، ومحاولة جمع وعرض نماذج الانتاج والاستهلاك الثقافيين، الآلهة والطقوس الدينية الممارسة حسب ما أكّدته مديرة المتحف وكذا دراسة القوائم والأسماء التي حفظتها النصب النذرية وما حملته من طبيعة الامتزاج البشري والثقافي وهذا من خلال البعدين اليوني والنوميدي، حيث شكل الملتقى الذي دام 3 أيام فرصة لمناقشة القرائن والمصادر المادية والأدبية التي يجب اعتمادها للارتقاء باشكالية الحضارة النوميدية الى مستويات علمية أكثر دقة.