بمناسبة إحياء اليوم العالمي للمرأة أرتأت خلية التنسيق للنشاط الاجتماعي والحركة الجمعوية لولاية وهران تكريم عميدة المعمرات الآنسة طالحي مريم البالغة من العمر 108 سنوات، وهي بادرة ينتظر أن تحفز الهيئات المعنية لتقديم المساعدة الضرورية مما يسمح لابنة أخيها الآنسة طالحي جميلة بالتكفل بعمتها في ظروف أحسن والعيش واستغلال تلك اللحظات من السعادة التي يتيحها حضورها. ويكمن سر طول العمر في استهلاك البطيخ والقرنون والسمك وفق النظام الغذائي المعتمد من طرف العميدة الوهرانية الآنسة طالحي مريم البالغة من العمر 108 عاما، وقالت ابنة شقيقها الآنسة طالحي جميلة أن عمتها "تعشق الفواكه ولاسيما البطيخ الأصفر" مضيفة أن "القرنون والسمك هما أيضا من الأغذية المفضلة لعمتي". وتعتبر الآنسة طالحي أكبر نساء ولاية وهران والوحيدة التي لا تزال على قيد الحياة من مجموع سبعة إخوة من بينهم ثلاث أخوات وهي تعيش بالتجمع السكاني الثانوي بوياقور ببلدية بوتليليس على بعد نحو 30 كلم جنوب غرب مدينة وهران، ويبدو أن هذه المعمرة التي لم يعد بمقدورها النطق وأصبحت طريحة الفراش بعدما فقدت أصابع أحد رجليها جراء إصابتها بغنغرينة قد اعتادت على حمية فقيرة من الحريرات كما أنها مواظبة على صيام شهر رمضان ولا تتناول أي نوع من الدواء ولا تعاني من أي مرض باستثناء زكام عابر حسبما أشارت إليه ابنة أخيها. وقد أثقلت السنين جسمها النحيف المستلقي طيلة اليوم على فراش موضوع على أرض حجرة صغيرة في "حوش" يعتبر مسكنا متواضعا مشيدا بالحجر من نوع "البربان" يضم كذلك غرفة ثانية وباحة صغيرة. وعندما ترغب في الجلوس أو الخروج للاستمتاع ب"جرعات" من الهواء فإنها تشير إلى ذلك بإطلاق صرخات صغيرة أو حك يدها اليمنى المشوهة منذ ولادتها خاصة عندما يزورها ابن أخ جميلة المراهق والذي يساعدها على الجلوس في كرسي متحرك إيذانا بإخراجها إلى الباحة أو التجوال بها في محيط الحوش. ولم يسعف المعمرة الحظ أن سافرت طيلة حياتها وإنما بقيت دائما في بوياقور دوارها الذي يعد مسقط رأسها ولم تغادره إلا في حالات استثنائية مثل حفلات الزفاف، ولم تكن تنقلاتها تتجاوز بلدية مسرغين المجاورة، حيث دعيت لآخر حفل زفاف قبل ست سنوات مضت ولم تقض فيه إلا ليلة واحدة حسبما أكدته ابنة شقيقها. وعلى الرغم من أن قدراتها الضعيفة في السمع والبصر غير أن ذاكرتها لا تزال منتعشة ولم يمنعها فقدانها للنطق نسبيا من رسم ابتسامة تزين شدقيها وأحيانا تسمعها تدندن حسبما أشارت إليه نفس المتحدثة. وقد تخلت الآنسة طالحي جميلة البالغة من العمر 47 ولم يسعفها الحظ دخول القفص الذهبي مثل عمتها عن عملها في مصنع للأحذية لتتفرغ إلى هذه المعمرة وتسهر عليها بعدما كان يتكفل بها في السابق أولياءها المتوفين، ولا تتوفر هذه الآنسة إلا على منحة قدرها 5000 دج من تقاعد المرحوم والدها فيما أن منحة التضامن الشهرية لعمتها لا تزيد عن 3000 دج، ولا تسمح لها هذه الميزانية، بطبيعة الحال، بمواجهة الصعوبات وتغطية بعض الأعباء منها الكهرباء وحفاظات عمتها وتصليح الأضرار التي تخلفها تسربات مياه الأمطار عبر سقف مسكنها.