قضت محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء تيزي وزو، ب 15 سنة سجنا نافذا ضد المتهم (م، ي) شرطي برتبة عون نظام عمومي متابع بجناية القتل العمدي، راح ضحيتها اعز اصدقائه المدعو (ع، ب) البالغ من العمر 31 سنة، صاحب محل كراء السيارات. حيثيات القضية حسب ما رود في قرار الحالة، تعود الى تاريخ 9 جوان 2009، حيث اتصل المتهم بصديقه الضحية وطلب منه الحضور للقيام بنزهة، ولما وصل الضحية على متن سيارة من نوع رونو كليو سامبول ملك له، صعد معه الشرطي وانطلقا في وجهة الطريق المؤدي الى منطقة إعكورن، وبعد نصف ساعة عادا الى مدينة اعزازقة، حيث كان المدعو (ا، ك) في انتظارهما بالقرب من مسجد الشيخ بن حداد وصعد معهما وانطلقت السيارة، حيث توجهوا الى الى مدينة اعزازقة، وكانت الساعة تشير الى التاسعة ليلا حيث قرروا التوجه الى مطعم واقع بالمخرج الشرقي لمدينة اعزازقة لتناول وجبة العشاء، وفي الطريق اخذ الشرطي سلاحه من نوع بريطا عيار 9 ملم ليشرح للضحية الذي كان يقود السيارة كيفية استعمال المسدس، وخلالها نظر الشرطي الى الوراء ليتحدث مع المدعو (ا، ك) اثناءها وصلت السيارة الى احد الممهلات فخرجت الرصاصة من مسدس الشرطي واصابت الضحية في رأسه وتوقفت السيارة. دقائق مرت على حدوث الجريمة تلقت مصالح امن دائرة اعزازقة مكالمة هاتفية من مواطن مفادها انه سمع طلقة نارية من ناحية متقنة يازوان، وان هناك شخصا مصابا، ومباشرة تنقلت مصالح الامن رفقة اعوان الحماية المدنية إلى عين المكان حيث وجدوا المتهم في حالة هيجان وبحوزته سلاح ناري وقد تم التحكم فيه بصعوبة وتم تجريده منه، فيما وجد الضحية داخل السيارة والدماء تسيل من رأسه، حيث تم نقله الى مستشفى المدينة وتم تحديد هويته وتبين انه المدعو (ع، ب) وان الجاني صديقه وهو شرطي المدعو (م، ي) يعمل بالوحدة الجمهورية للامن السادسة عشر بولاية تيزي وزو، تم توقيفه. خلال جلسة المحاكمة اكد الشرطي انه لم يكن ينوي قتل الضحية والذي هو صديقه، حيث انه اعتاد الخروج معه في نزهة وانه يومها اقتنى المشروبات الكحولية قام بتناولها لوحده، وفي الطريق اخذ يشرح للضحية كيفية استعمال المسدس وفجأة بينما كان يتحدث مع المدعو (ا، ك) الذي ركب في الوراء خرجت طلقة نارية من المسدس واصابت الضحية في رأسه. كما اكد المدعو (ا، ك)الذي تم سماعه كشاهد في القضية، انه كان مع المتهم والضحية خلال وقوع الجريمة وأنهم بتاريخ الوقائع قاموا بنزهة في حدود الساعة التاسعة ليلا وكان الضحية جائعا واقترح التوجه الى المخرج الشرقي لاعزازقة لتناول وجبة العشاء، وفي الطريق سمع طلقة نارية والشرطي يصرخ بأنه قتل صديقه. من جهته ركز الطرف المدني خلال مرافعته على الإصابة التي تلقاها الضحية على مستوى الرأس والتي كانت وراء وفاته، حيث يفيد تقرير تشريح الجثة بأن الرصاصة دخلت من اعلى الراس، مما يؤكد ان المتهم صوبها نحوه، ثم ان المتهم لم يضع المسدس في وضعية التأمين وعدم نزعه للمخزن الذي كان معبأ ب 15 خرطوشة هي ادلة قاطعة تثبت ان المتهم اقترف جناية القتل العمدي وليس الخطأ كما يحاول توضيحه للعدالة اليوم. ممثل الحق العام خلال تدخله وبناء على وقائع القضية، التمس تسليط عقوبة السجن المؤبد وبعد المداولة نطقت المحكمة ب15 سنة سجنا نافذا ضد الشرطي مع توقيفه عن العمل لمدة 10سنوات.