دعا الباحث والمختص في تكنولوجيات الهندسة وممثل المجمع العلمي الكندي "بيوسيغنام تيكنولوجي" الدكتور مختار بن عودية إلى ضرورة إرساء نظام واستراتيجية متابعة لمحيط العمل داخل الأسرة والمؤسسات وأماكن العمل المختلفة للتمكن من تسيير محكم لحالات الإجهاد والإرهاق والحيلولة دون التأثير السلبي على نوعية النشاط المنجز لضمان وضع صحي جيد. وأوضح السيد بن عودية في ندوة صحفية نشطها أمس بمركز "المجاهد" أن إدراج نظام تسيير ومتابعة للمحيط الذي يعيشه الموظف في حياته اليومية من شأنه السيطرة على حالات الاكتئاب والإرهاق المتولد عن عدة أسباب ذات صلة بالأساس بعلاقات العمل داخل المؤسسة وحجم النشاط المنجز، بالإضافة إلى أوقات العمل وقلة الخلود للراحة. مشيرا إلى أن هذه المتابعة التي يضطلع بها التقنيون والنفسانيون تسمح بعدم تطور حالات الاكتئاب التي تتفرع في كثير من الأحيان إلى الخوف، الإحساس بانعدام الأمن، التعب ومختلف اضطرابات النوم على وجه الخصوص. كما أوضح الباحث في مجال هندسة الطب الحيوي بكندا أنه يتعين توظيف التكنولوجيات الحديثة في معادلة السيطرة على الإرهاق في الحياة اليومية، من خلال تطوير برامج علمية تسمح بإنتاج آلات إلكترونية تتحكم في حالات الاكتئاب. باعتبار أنه يمكن تحديده وقياس درجته لكونه يماثل قياس ضغط الدم وتحديد ضربات القلب. كما قال أن مثل هذه التقنيات محل بحث ودراسة على مستوى مجمع "بيوسيغنام تيكنولوجي" بكندا، حيث تم التوصل إلى استخدام التكنولوجيات الحديثة في المجال الطبي بشكل واسع على غرار العمليات الجراحية الدقيقة وعلم الأجنة ومختلف التخصصات الأخرى، مشيرا إلى أنه يمكن استخدام هذه التقنيات في الجزائر لتوفرها على الإمكانيات اللازمة. وفي هذا الإطار، شدد الدكتور بن عودية على ضرورة إخضاع المعدات التقنية والإلكترونية الحديثة الموظفة في معالجة هذه المشاكل الصحية إلى المراقبة الدقيقة والمتواصلة، من خلال الحرص على اعتمادها على شهادات المطابقة للمواصفات المعمول بها. وأكد أن قدومه إلى الجزائر يندرج في إطار البحث عن الشراكة ونقل هذه التجارب إلى الجزائر، مبرزا استعداد مركز "بيوسيغنام تيكنولوجي" للعمل المشترك مع الجزائر في الميدان العلمي والطبي، لاسيما في العلاج البسيكولوجي والنفساني وفق التكنولوجيات الحديثة. وللإشارة، فقد قدم الدكتور مختار بن عودية عرضا تقنيا يشرح من خلاله التقنيات الحديثة لمواجهة ما يعرف بالإرهاق والاكتئاب في أوساط العمل، فضلا عن تناوله جانبا هاما من العرض حول التكنولوجيات الحديثة في خدمة مكافحة معاناة الإنسان.