أكد السيد محمد الشريف عباس وزير المجاهدين، أول أمس، بتلمسان ان الأرشيف الأخير المقدم للجزائر يمجد الاستعمار ولا يعكس الصور الحقيقية للمجازر والمذابح المقترفة في حق الشعب الجزائري آنذاك·ولدى تدخله خلال حفل افتتاح ملتقى وطني حول "الوحدة الوطنية بين الماضي والحاضر" المندرج في إطار الاحتفالات الرسمية المخلدة ليوم الشهيد، أبرز الوزير أن يوم الشهيد "يمثل ذكرى للتأمل وتنظيم الصفوف والحفاظ على الوحدة الوطنية"· وذكر الوزير خلال هذا الملتقى الذي حضرته السلطات المحلية ومسؤولو المنظمات الوطنية لأبناء الشهداء والمجاهدين والكشافة الاسلامية الجزائرية وجمع غفير أن مجاهدي جيش التحرير الوطني كانوا يحترمون حقوق السجناء والمعتقلين عكس القوات الاستعمارية التي كانت لا تفرق بين المقاتل والمواطن وتقوم بمجازر ضد المدنيين العزل من أطفال ونساء، وهي الحقائق التي يجب أن يعرفها العالم"· وأكد السيد محمد الشريف عباس "أن الجهاد في ثورة التحرير الوطني كان يهدف إلى الحق والحياة مثلما جاءت به مبادئ الدين الإسلامي الحنيف"· وتعلق الأمر، حسبما أضاف وزير المجاهدين، "بحق شريع سمح لنا باستعادة استقلالنا لنعيش بكل حرية" عكس "الأعمال الانتحارية التي لا تستهدف سوى القضاء على الإنسان بطريقة عمياء"، اذ أن "الدوائر التي تروج اليوم للارهاب باسم الاسلام قد شوهت فضائل الجهاد وهي السلم والتعايش والعمل"· ودعا السيد محمد الشريف عباس "المروجين لمراجعة أنفسهم وإعادة حساباتهم"، مشيرا إلى أن هذه الأعمال" هي من الإجرام المنظم وليس الجهاد" كما دعا الشباب الراغب في الهجرة السرية عن طريق البحر إلى " التفكير معمقا قبل الإنسياق في أية مغامرة والمجازفة بحياته"· وتميزت الجلسة الافتتاحية للملتقى بتدخل للسيد لمين بشيشي وزير سابق الذي ذكر "أن الوحدة الوطنية تتجسد في بادئ الأمر عن طريق اللغة، حيث أكد ان التمسك بمبادئ الثورة التحريرية والانسجام بين أعضاء جيش التحرير الوطني سمح بقهر أعتى قوة استعمارية في ذلك الوقت"· ومن جهته؛ أكد المدير العام للأرشيف الوطني السيد عبد المجيد شيخي "على ضرورة ترسيخ ثقافة الدولة لتدعيم مقومات الوحدة الوطنية"·كما ركز المؤرخ محمد قنطاري علي أهمية "الذاكرة الوطنية" داعيا المثقفين إلى إبراز المجازر التي اقترفتها القوات الاستعمارية في الجزائر عبر الكتب والأفلام الوثائقية وغيرها·