تضمن الجناح المخصص لمصنوعات المساجين اليدوية خلال المعرض ال15 للصناعات التقليدية والفنية المقام بقصر المعارض بالعاصمة الجزائر، الكثير من الصناعات التي أنجزها نزلاء المؤسسات العقابية، وتمثلت في النقش على الخشب وعلى النحاس إلى تغليف الأرائك وصناعة الجلود وغيرها... تشارك إدراة السجون بمعارض للأشغال الفنية والمنتجات اليدوية للمحبوسين، في إطار برنامج لاستخدام الحرف اليدوية ضمن أساليب مساعدة نزلاء السجون على التكيف مع الحياة وراء القضبان. يشجع هذا البرنامج المسجونين على استكشاف مواهبهم الفنية من خلال دورات تدريبية مختلفة على التطريز والحياكة والرسم والنقش على الخشب وعلى النحاس والخياطة والكهرباء والبستنة.. وصناعات يدوية أخرى كثيرة موزعة على المؤسسات العقابية بحسب المناطق الجغرافية التي تنتمي إليها. وأشار الضابط القائم على المعرض إلى أن هذه الأشغال اليدوية تدخل ضمن مخطط إصلاح العدالة. وتشارك إدارة السجون سنويا في عدة تظاهرات ومعارض محلية ووطنية ودولية، حاملة معها رسالة من المسجونين الى المجتمع مفادها ان المسجون من موقعه بالمؤسسة العقابية وبحرصه على تعلم حرفة يدوية، إنما يسعى إل نفع نفسه أولا من خلال اكتساب مهارات عملية ومجتمعه ثانيا بإيجاد مكان له ضمنه. وقال المتحدث ان هذا الأسلوب المتبع منذ سنوات اثبت نجاعته بالفعل بالنظر الى تفاعل المحبوسين مع فرص التكوين المقدمة بالمؤسسات العقابية. وقد استقطب هذا الجناح بالمعرض الدولي اهتمام الزائرين الذين وقفوا مطولا أمام مصنوعات المحبوسين التي تتنوع بحسب المؤسسة العقابية التي ينتمي إليها المحبوس، فمثلا يظهر الاهتمام بالصناعة التقليدية كالنسيج والزرابي والجلود بمؤسسات تندوف وبابار (خنشلة) العقابية، وتتوزع اهتمامات الفلاحة والبستنة والنجارة والألومنيوم مثلا على مؤسسات الحراش وتيزي وزو. كما يظهر اهتمام السجينات كباقي بنات جنسهن بالخياطة والطرز والحلاقة والتجميل، وهي ورشات تكوينية يقوم عليها مدربون من معهد التكوين والتعليم المهني. ويتضمن برنامج التكوين المهني نفس المقررات والمدة الزمنية المتعامل بها خارج أسوار السجون، أي بمدارس ومعاهد التكوين والتعليم المهنيين، كما يتحصل المسجون في آخر الدورة التكوينية على شهادة المهارة التأهيلية التي تلقاها في تكوين من اختياره الشخصي دون ان تتضمن الشهادة أي إشارة إلى كونه مسبوقا قضائيا، وهذا ما سيسهل عليه الاندماج في الحياة الوظيفية بعد استكمال مدة العقوبة. وبلغة الأرقام فإن التكوين بالمؤسسات العقابية شمل منذ سنة 1999 الى غاية 2010 ما مجموعه 40 ألف محبوس، منهم 15707 محبوس في الموسم الماضي 2008 / 2009 . وتم إحصاء 275 ورشة تكوين عبر الوطن تتضمن 79 تخصصا. مع الإشارة الى ان هناك تخصصات استفاد أصحابها من الحرية النصفية بحيث تمكن المعني من الانتقال الى معهد التكوين المختار للاستفادة من دروس التكوين كأي فرد عادي من المجتمع. وتتحدث أرقام المديرية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج عن تسجيل نسبة متزايدة السنة تلو الأخرى فيما يخص التعليم والتكوين، ففي سنة 2002 كان عدد المسجلين لمزاولة دروس في كافة المستويات من محو الأمية إلى الجامعي لا يتعدى ال 2252 ليبلغ خلال الموسم الماضي 63076 مسجل. أما فيما يخص التكوين المهني فقد بلغ 51947 متكون مقابل 1667 في سنة 2002. وفيما يخص تطبيق مختلف أنظمة إعادة الإدماج ابتداء من 2005، فقد استفاد 9155 محبوس من نظام الإفراج المشروط و1621 من نظام الحرية النصفية و10963 من إجازة الخروج، وهي الإجراءات التي شجعت العديد من المحبوسين على الإقبال على التعليم والتكوين لما يجلبه لهم من فرص تقليص عقوباتهم وعلى الخصوص فرص الإدماج أحسن في المجتمع والحياة المهنية.