يحتضن قصر المعارض خلال الأسبوع الجاري فعاليات الصالون الدولي ال15 للصناعات التقليدية والفنية، بمشاركة 14 دولة من بينها السودان، ضيف شرف هذه الطبعة، وتتوزع المشاركة بين51 حرفيا أجنبيا و282 حرفي محلي تباينت مشاركتهم ما بين صناعة الألبسة والحلي إلى النحاس والديكور والصناعات الغذائية وغيرها الكثير. احتل صالون الصناعة التقليدية والفنية الدولي الخامس عشر الجناح المركزي لقصر المعارض، واصطف العارضون عبر أحياء جرى تنظيمها بالشكل الذي يساعد الزائر على الطواف بين الأجنحة بحسب ميوله حتى لا تختلط عليه الأمور، ويبدو الديكور العام جافا بعض الشيء، بحيث لم يوضح العارضون ما يعكس طابع الجهة التي يمثلونها واكتفوا بالأسماء التي وضعت أعلى كل "باب" وهي أسماء للحرفي أو الصانع، وعلى الزائر أن يسأل صاحب المكان من أي جهة أنت حتى يدرك في أي وجهة هو! عكس ما اعتمد بالنسبة لأجنحة العارضين الأجانب الذين وضعوا اسم دولتهم على الواجهة.. مع ذلك يمكننا الجزم بأن هذه الطبعة جاءت ثرية من حيث الكم والنوع كذلك، بحيث لا يمكننا حصر المشاركين في العدد بالنظر إلى المصنوعات الكثيرة التي حملوها وزينوا بها أجنحتهم، ولا حتى من جانب الجودة التي تعكس ذوق كل حرفي فنان يعتز بصنعة يده ويعتبرها الأجود بالنظر لما استهلكته من طاقته وعمره أيضا. الصالون تم تقسيمه كما ذكرنا عبر أحياء لا يتمكن الزائر من الطواف بها في زمن محدد وإنما يمكنه تناسي الزمن وهو يتصفح الأجنحة عبر أحياء المدينة، ويمكنه الطواف بغير اعتماد وسيلة نقل وإنما يفعل ذلك وهو يسافر بين جهات الوطن والعالم في زمن ما كان ليسمح له في وقت قياسي أن يفعل ذلك على أرض الواقع، بالنظر إلى المسافات التي تفصل بين المواقع والجهات.. وقد كان لتزاوج الثقافات هذا انعكاسا طيب الوقع على الزوار ممن انبهروا بالمصنوعات اليدوية ولم يتوانوا عن طرح الأسئلة على العارضين في محاولة لمعرفة خبايا الصنعة.. وآخرون وجدوا في كاميرات المحمول وسيلة لأخذ صور بانورامية للمكان الذي كان يعج "بقصاصات" إبداع اليد الحرفية في صورة مقاربة لما يعرف ب"الباتش وورك" أو القطع الفنية الممزوجة بالألوان المبدعة.. وكان للسياح الأجانب قفزة للمكان، فكانت كاميراتهم تلقف كل شيء وعلامات الغبطة مرسومة على وجوههم ولسان حالهم يردد "أنا في المكان المناسب" .. فكل جناح يعكس التشبع بالأصالة التي لا شيء يعوضها.. معرض الصناعة التقليدية يعرف من سنة للأخرى مشاركة موسعة سواء من العارضين المحليين أو الأجانب. وهو بالنسبة لثلة منهم تحدثوا إلى "المساء" فرصة ثمينة لتبادل الخبرات وتطوير المهارات. وتُبرز المنتجات المعروضة على مساحات شاسعة وأروقة السوق السياحية خصوصيات المنتوجات الصناعية التقليدية الجزائرية والأجنبية التي تعكس التراث التقليدي، والتي سعى من خلالها الحرفيون إلى إثراء المعروضات بلمسات فنية قادرة على استقطاب الزبائن، ويقدم المعرض أهم ما تنتجه الصناعات التقليدية كالنسيج والخزف والفخار والنحاس واللباس التقليدي والحلي التقليدية والسجاد وصناعة الزجاج والطين والفخار والنقش على الخشب وصناعة الجلد والمصنوعات الديكورية وغيرها الكثير. ويتضمن المعرض الى جانب هذه الأجنحة، ورشات عمل نموذجية يقدم خلالها الحرفيون عروضا لأعمال وفنون الصنع والنقش والتطريز لمختلف الصناعات التقليدية واليدوية، بالإضافة إلى ورشات أخرى مفتوحة للزائرين، ليقفوا على أسرار بعض المصنوعات اليدوية على المباشر..