في بوغني يرضخ الإرهابيون ... انتهت ليلة الجمعة إلى السبت بحدود الحادية عشر ليلا بسلام قصة الشيخ المقاول حساني علي المختطف من طرف العناصر الإرهابية الناشطة في كتيبة الفاروق التابعة لتنظيم الجماعة السلفية للدعوى والقتال، انتهت برضوخ الإرهابيين لمطالب عائلة الضحية وسكان قرى وبلديات دائرة بوغني بإطلاق سراح الضحية ومن دون دفع مقابل، وهذا بعد معاناة دامت 26 يوما أمضاها الضحية في الجبل وتقاسمها معه أفراد عائلته بعرش بني كوفي وبالعاصمة والآلاف من سكان قرى وبلديات دائرة بوغني الذين تضامنوا مع قضيته. * وحسب ما توفر لدينا من معطيات فقد تلقى أفراد عائلة الضحية اتصالات عديدة من الخاطفين أمسية أول أمس الجمعة، والتي حاولوا من خلالها إقناع أفراد العائلة بضرورة دفع الفدية المطلوبة لإطلاق سراح الرهينة، قضية عمي علي خرجت من حدود العائلة منذ الأيام الأولى التي حدثت فيها، وتحولت في ظرف زمني قصير إلى قضية ومطلب شعب دائرة بأكملها، وهذا ما جعل أفراد العائلة يلتزمون بمطلبهم ومطلب جميع السكان والمتمثل في إطلاق سراح الضحية سالما ومعافى من دون مقابل، هذا وقد كان الإرهابيون في كل مرة يقفلون الخط على العائلة ويعاودون الاتصال من جديد، وهذا من أجل تخويف العائلة وتهديدهم بتحمل مسؤوليات قرارهم بعدم دفع الفدية. * إلا أن ذلك لم يشفع لهم بشيء وبقي أفراد العائلة المدعومون بجميع المواطنين متمسكين بمطلبهم ومطلب المواطنين بإطلاق سراح الرجل المسن الذي يعاني من عدة أمراض، وقد بدأت القضية تعرف انفراجا ليلة نفس اليوم، حيث اتصل الإرهابيون مجددا بأفراد العائلة للتأكد من أنهم مصممون على عدم دفع الفدية، ومن ثمة أبلغهم المتصل بأنهم قرروا إطلاق سراح الرهينة ودلهم على مكان وتوقيت استلامه، هذا وبحدود الحادية عشر ليلا اتجهت مجموعة من مواطني عرش بني كوفي رفقة بعض أفراد العائلة إلى المكان المملى من طرف الإرهابيين بضواحي منطقة مشطراس التي لا تبعد كثيرا عن عين المكان الذي اختطف منه حيث عثروا على الضحية يمشي مترجلا على الطريق وتم استرجاعه. * هذا وقد ذاع خبر إطلاق سراح الضحية بين سكان دائرة بوغني صبيحة امس وعجّل بتوافد المئات منهم إلى منزله بقرية بني كوفي لمباركته وتهنئته على عودته سالما، إلا أنهم لم يتمكنوا من ذلك، لأن أبناءه قرّروا نقله إلى السكن الذي تتواجد به عائلته الكبرى وباقي أبنائه بضواحي العاصمة. * وللتذكير فقد سبق لسكان بوغني وأن قاموا بتنظيم مسيرة وإضرابين على مستوى مدينة بوغني وكذا حملة تطوعية للبحث عن الضحية في المعاقل والغابات التي يحتمي بها الإرهابيون بنواحي بوغني وما جاورها. o "الشروق" تزور "عمي علي" وعائلته باولاد هداج بعد الإفراج عنه انتقلت "الشروق" أمس إلى بيت المقاول علي حساني في حي الصوالحية باولاد هداج ساعات بعد الإفراج عنه من قبل "الجماعة السلفية للدعوة والقتال"، بحيث اقتربت من العائلة وتحدثت مع أولاد عمي علي الذين شرحوا لنا أنه لا يمكننا الحديث إلى والدهم أو التقاط صور له لأسباب صحية على حد تقدير أبناء عمي علي الذين رفضوا في البداية رفضا مطلقا التحدث ل "الشروق" ومنعوها حتى من الاقتراب من الباب الخارجي لسكنهم. من جهتهم بعض الأقارب أكدوا ل "الشروق" أن الابن سعيد لازال يعيش على وقع الصدمة إذ كان مستهدفا هو الآخر من قبل الارهابيين ولقد اتصل به مباشرة إرهابيون وطلبوا منه الصعود إلى الغابة لاصطحاب والده... وكانوا بذلك يراودونه ويستدرجونه للمجيء إلى الغابة قصد اختطافه أيضا الأمر الذي جعله أكثر إثارة وقلقا خلال هذه اللحظات خلافا لما كان عليه من قبل. o هذا وبدت إقامة عمي علي في حي الصوالحية باولاد هداج منذ صبيحة أمس السبت في ظروف غير طبيعية إذ هناك حراسة مشددة وحركة دؤوبة خاصة من قبل الزوار ممن توافدوا على مقر الإقامة خاصة من منطقة تيزي وزو للاطمئنان على سلامة عمي علي، غير أن الزيارات لم يسمح بها للاقارب، بحيث رفضت الاسرة دخول أي كان ومنع أي أجنبي يقترب من ساحة البيت رغم الوساطات التي باءت في معظمها بالفشل. o وبالمقابل أكد النجل الأكبر لعمي علي المدعو عمر أنه سيضرب موعدا ل "الشروق" لترتيب جلسة مع الوالد عندما يحين الأوان معتذرا عن عدم تسجيل أي حديث أو التقاط أي صورة الآن مع والده لظروفه الصحية.