افتتح نهاية الأسبوع بقصر »رياس البحر« معرض »الفخار والمهارة النسوية« وذلك في إطار احتفالية شهر التراث التي حملت هذه السنة شعار »التراث الثقافي والهوية«. وأبدت السيدة خليدة تومي، وزيرة الثقافة، لدى افتتاحها المعرض اعجابها بصناعة الفخار في بلادنا، مؤكدة أنها تمثل تراثا حضاريا وثقافيا توارثته الأجيال وساهمت المرأة باسهاب في المحافظة عليه بشكله التقليدي حتى أيامنا. وفي حديثها ل»المساء« أكدت السيدة سليمة لرقم نائبة مدير التعابير الثقافية التقليدية والشعبية بوزارة الثقافة ان شهر التراث مناسبة سانحة لإبراز هويتنا الثقافية، وتسعى كل القطاعات والمؤسسات التابعة للوزارة ضمن برنامج مضبوط للتعريف بهذا التراث. وتقول »في هذا المعرض بالذات حاولنا ابراز ابداعات المرأة في مجال صناعة عريقة هي صناعة الفخار ولايقتصر الأمر على الجانب النظري بل قمنا بدعوة بعض الحرفيات التقليديات ليمارسن هذه الصنعة أمام الجمهور مرحلة بمرحلة تماما كما يم يمارسنها في حياتهن العادية، والولايات المشاركة في هذه المناسبة هي أدرار، تمنراست، جيجل، وتيباز«. للإشارة فإن التظاهرة تستمر الى غاية 26 أفريل وتتضمن نشاطات جانبية منها قعدة تنشطها سيدة متقدمة في السن تقرأ البوقالات، وكذا تنشيط موسيقي، وعرض خاص بالحلويات التقليدية، كما إلتقت »المساء« مع الحرفية بن عودة زهيرة من شنوة بتيبازة وهي عاكفة على انجاز آنية فخارية، فأشارت إلى أنها تمارس هذه المهنة منذ الطفولة من باب اللعب حيث عشقت الطين الذي يحيط ببيتها، كما كانت تسرق بعض الأدوات من أمها الحرفية كي تقلدها وعندما اكتشفت الأم قدراتها شجعتها لتصبح شريكتها في الحرفة. تملك زهيرة اليوم مكانا لممارسة حرفتها بدار الصناعات التقليدية بتيبازة في انتظار تسلّم محلها في إطار تشغيل الشباب، لتؤكد أنه من أسس هذه الصنعة الاتقان والمحافظة على الطرق التقليدية لها المتمثلة في الطين الأحمر والابيض والرمادي تخلط جيدا لتعطي لونا اصفرا جميلا ثم تهرس وتغربل وتضاف لها قطع فخار مكسرة (دفون) تدق وتخلط حتى لا تتشقق تحت النار (عكس العملية يسمى غشا) ثم يرش العجين بالماء ويترك ليلة كاملة ليحول الى اوان تترك في الشمس لتجف ثم توضع على النار في حفرة بعد ما تدلك بحجر ناعم خاص وترسم عليها تعابير محلية بربرية بحجر اسود وأبيض. وفور نضج الأواني تدهن بعسل العرعار وهي مادة مفيدة صحيا خاصة للمعدة وتؤكد هذه الحرفية ان ما يعرض اليوم بالسوق اكثره مغشوش غير مطابق لهذه المعايير. تبيع زهيرة انتاجها خاصة في المواسم السياحية وفي رمضان، مؤكدة ان الناس أصبحوا يطلبون هذا الانتاج أكثر لاقتناعهم بأنه نتاج طبيعة بلادهم، بينما تأمل زهيرة في ان تكوّن بنات يحافظن على الصنعة. كما التقت »المساء« بالأوركسترا التي نشطت الإفتتاح وهي جوق موسيقي تابع لمديرية الثقافة لولاية الجزائر، حيث صرح قائدها الفنان حميد حيواني أنه يقدم الموسيقى الاندلسية والشعبية، وأعضاء الجوق من الموسيقيين المحترفين التابعين للإذاعة أو فرق محترفة، وللجوق برنامجه السنوي وجولاته عبر الوطن ويتعامل مع مطربين محترفين علما أن أحد اعضاء الجوق محمد سرو يقدم ألحانه لأشهر المطربين عندنا.