فاز الرئيس السوداني عمر البشير بنتائج الانتخابات الرئاسية الأولى من نوعها التي يشهدها السودان منذ 24 سنة بنسبة 24,68 بالمئة ليحتفظ بذلك بمنصبه لعهدة رئاسية جديدة.وكانت هذه النتيجة متوقعة بعد انسحاب أهم منافسيه للوصول إلى قصر الرئاسة في الخرطوم، ياسر عرمان مرشح الحركة الشعبية لتحرير السودان وصادق المهدي رئيس الوزراء الأسبق ورئيس حزب الأمة والذي أطاح عمر البشير بحكومته عام .1989 وكشفت مفوضية الانتخابات أمس عن نتائج هذه الانتخابات بعد تأجيل الإعلان عنها لمرتين متتاليتين بعد أن اعترفت بعجزها على فرز جميع الأصوات في الوقت المحدد. وحسب هذه النتائج فقد حصل عمر البشير مرشح حزب المؤتمر الوطني الحاكم على 9,6 ملايين صوت بينما تحصل ياسر عرمان مرشح الحركة الشعبية لتحرير السودان على أكثر من مليوني صوت رغم انسحابه من سباق الرئاسيات احتجاجا على عدم توفر الظروف المناسبة لإجرائها وبصفة خاصة في إقليم دارفور. وإذا كان الناخبون الجنوبيون قد قاطعوا الانتخابات الرئاسية إلا أنهم شاركوا بقوة في الانتخاب الإقليمية وأعادوا انتخاب رئيس حكومتهم سليفا كير الذي يعد من بين أكبر الداعمين لانفصال الجنوب عن الشمال. وبهذا الفوز يكون الرئيس البشير قد حقق هدفه في الحصول على الشرعية لمواجهة مذكرة التوقيف الدولية الصادرة في حقه بعد اتهامه من قبل المدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية باقترافه لجرائم حرب في إقليم دارفور المتوتر الواقع غرب السودان. وفي أول تصريح أدلى به بعد إعادة انتخابه تعهد الرئيس البشير بتنظيم استفتاء الاستقلال المقرر في جنوب السودان في موعده المحدد شهر جانفي .2011 وقال ''إنني أؤكد أننا سنقوم بتنظيم هذا الاستفتاء في موعده المحدد وسنواصل مسار السلام في دارفور''. وكان الرئيس السوداني تعهد خلال حملته الانتخابية بجعل وحدة السودان من بين أولوياته وهو ما جعله يؤكد مجددا أن حكومته مفتوحة أمام كل القوى السياسية بما فيها تلك التي قاطعت الانتخابات من أجل إنشاء شريك وطني قادر على مواجهة كافة التحديات. وقال البشير ''سنكون في مستوى التكليف والثقة للحوار مع كل الأطراف لتأسيس شراكة نواجه بها التحديات''. يذكر أن الانتخابات الرئاسية والمتعددة في السودان الأولى من نوعها منذ قرابة ربع قرن انطلقت في ال11 أفريل الجاري ودامت خمسة أيام وشهدت مشاركة ثمان مرشحين للرئاسيات بعد انسحاب أربعة من أهم قادة المعارضة.