قررت المفوضية العليا للانتخابات السودانية تمديد عملية الاقتراع يومين إضافيين في أنحاء البلاد لتنتهي غدا الخميس المقبل بدلا من اليوم، وذلك بعد شكاوى بشأن حدوث أخطاء لوجستية في سير التصويت. وصدرت دعوات متواصلة لتمديد مدة الاقتراع بعد أن شابت عملية التصويت في يومها الأول تأخيرات وخلط في بطاقات الاقتراع في الكثير من المناطق في البلاد. وأفاد مراقبون بأن مراكز الاقتراع في أجزاء من الشمال والعديد من مناطق الجنوب شهدت تأخيرا خطيرا، كما لم تبدأ عملية التصويت في بعض المناطق نتيجة تأخر وصول بطاقات الاقتراع. وأكدت المفوضية أنه سيتم دراسة إمكانية تمديد عدد ساعات الاقتراع، لتغلق مراكز الاقتراع في الثامنة أو التاسعة بدلا من السادسة. وواصل السودانيون الإدلاء بأصواتهم لليوم الثاني لاختيار رئيس للبلاد وبرلمان ومجالس للولايات في أول انتخابات تعددية يشهدها السودان منذ حوالي ربع قرن. وكانت المفوضية اعترفت بوقوع تجاوزات في ستة وعشرين مركز اقتراع في الخرطوم وصفتها بالفنية، قائلة في بيان ''إن عيوبا فنية شابت البطاقات الانتخابية الأصلية التي طبعت في جنوب إفريقيا وبريطانيا وإنها أعادت طباعتها في الخرطوم بوجود الأممالمتحدة ومركز كارتر والاتحاد الأوروبي''. وأعلن مراقبون محليون ودوليون يشرفون على سير الانتخابات عن عدم تسجيلهم لمخالفات تذكر، وصرحت رئيسة بعثة المراقبين في الاتحاد الأوروبي النائبة فيرونيك دي كايزر أن ''الانتخابات تجرى بشكل طبيعي في كافة أنحاء ولايات الشمال السوداني''، إلا أنها أشارت إلى استثناءات قليلة وقعت هناك، مضيفة أن هذه الاستثناءات وقعت في جنوب السودان أكثر بقليل. وصرح ممثل الشبكة الوطنية السودانية لمراقبة سير الانتخابات طارق مبارك في مؤتمر صحفي أن ''عملية الاقتراع في السودان لا تزال تسير في ظروف هادئة، ولا توجد معلومات تشير إلى استفزاز أو إلى مخالفات صارخة ترافق الاقتراع في دارفور''. يشار إلى أن الانتخابات السودانية وهي أول انتخابات تعددية رئاسية ونيابية وإقليمية تشكل منذ 1986 محطة مهمة في إطار اتفاق السلام الذي ينص على تنظيم استفتاء بشأن استقلال جنوب البلاد مطلع .2011 ويبلغ عدد الناخبين المسجلين 16 مليونا في عموم السودان، ولم تصدر مفوضية الانتخابات معلومات بشأن نسبة المشاركة. وتعتبر نتيجة الانتخابات الرئاسية محسومة لصالح الرئيس عمر البشير من الجولة الأولى بعد انسحاب مرشح الحركة الشعبية لتحرير السودان ياسر عرمان ومرشح حزب الأمة الصادق المهدي من السباق، ولكن يتوقع أن تشهد انتخابات المجلس الوطني والولايات مفاجآت نظرا لتعدد الولاءات العشائرية في السودان. وتقدم لهذه الانتخابات في الإجمال 14 ألف مرشح ويشرف عليها نحو 840 مراقب دولي وعربي بالإضافة إلى الآلاف من المراقبين المحليين.