أصدر الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس مرسوما يجرم بموجبه شراء أو بيع كل السلع والمنتجات المصنوعة في المستوطنات الصهيونية في الضفة الغربية في محاولة أخرى للرد على الاعتداءات الإسرائيلية التي تعددت أوجهها وصبت كلها في خانة ضرب المساعي الدولية لإعادة تفعيل عملية السلام. وأكد الحسن الحوري احد مستشاري الرئيس الفلسطيني ان إقرار هذا القانون جاء بسبب كون المستوطنات اليهودية تعد بمثابة أمراض خبيثة تغلغلت في الجسم الفلسطيني وتهدد ارض ومصير الشعب الفلسطيني. وأضاف لهذا السبب يجب محاربة المستوطنات بكل الوسائل المتاحة أمامنا. وأشار المسؤول الفلسطيني أن أي شخص يتأكد انه قام بالترويج للمواد الإسرائيلية سواء عبر بيعها أو المتاجرة فيها فإنه سيتعرض لعقوبة السجن من عامين إلى خمس سنوات نافذة مع دفع غرامة مالية تصل إلى 16 ألف أورو. ويأتي هذا القانون ليتوج حملة مقاطعة السلع الإسرائيلية التي شرعت فيها السلطة الفلسطينية منذ أشهر في مسعى للرد على التعنت الإسرائيلي الرافض لوقف الاستيطان والمصر على بناء آلاف الوحدات الاستيطانية في الضفة الغربيةوالقدسالمحتلة في تقويض متعمد لعملية السلام. وتستمر السلطة الفلسطينية في إطلاق النداءات والدعوات لوقف الأنشطة الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية على أمل خلق أجواء مناسبة لاستئناف عملية السلام المتعثرة منذ سنوات بسبب التعنت الإسرائيلي الرافض لكل المواقف الداعية إلى استئناف المفاوضات. وطالب صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين أمس حكومة الاحتلال بإلغاء قرارات البناء في حي ''رامات شلومو'' شمال القدسالمحتلة والامتناع عن منح تراخيص جديدة للبناء في القدس من اجل خلق الأجواء المناسبة للذهاب إلى مفاوضات السلام دون مزيد من التعطيل. ورفض عريقات تأكيد ما نشر في بعض وسائل الإعلام من أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وافق سرا على تجميد أعمال البناء في المدينة المقدسة وعلى بحث قضايا الوضع النهائي واكتفى بالتأكيد أن الجانب الفلسطيني يستمر في محادثاته مع الجانب الأمريكي. وبخصوص قرار رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إصدار مرسوم رئاسي أمس يقضي بمقاطعة منتجات المستوطنات الإسرائيلية قال عريقات أن ''المسألة ليست من أجل ممارسة الضغط على إسرائيل بل من منطلق احترام القانون الدولي''. وقال ''أن الاستيطان والبؤر الاستيطانية مخالفة صريحة وفاضحة للقانون الدولي والمواثيق والأعراف الدولية ولكل ما قامت عليه الأممالمتحدة وعلى أساس ذلك اتخذ الرئيس قرار المقاطعة''. وبينما يطالب الجانب الفلسطيني إسرائيل بالكف عن ابتلاع المزيد من الأراضي الفلسطينية تواصل قوات الاحتلال اعتداءاتها اليومية ضد كل ما هو فلسطيني. وفي هذا السياق أقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر أمس على اقتحام عدة مناطق بمحافظة جنين شمال الضفة الغربية. وقالت مصادر أمنية فلسطينية أن قوات الاحتلال اقتحمت مدينة جنين ونفذت عملة إنزال جوي للجنود بجنوبالمدينة كما اقتحمت قرية مسلية شرق المدينة. وأضافت أن جنود قوات الاحتلال ترجلوا من آلياتهم بعد اقتحامهم لوسط المدينة فيما توغلت آلياتها في أزقة وشوارع المدينة والمخيم خاصة في حي السكة والمدخل الجنوبي وحي الدبوس والشرقي ومركز المدينة. وأشارت إلى أن قوات الاحتلال قامت بعملية إنزال جوي للجنود بين بلدة عقابا وقرية صير جنوب جنين وأجروا مناورات عسكرية ونصبوا حاجزا عسكريا بالقرب من قرية كفير فيما اقتحمت قوات الاحتلال قرية مسلية جنوبالمدينة وسيرت آلياتها في مدخل القرية.