تعرف المكتبات الجوارية على مستوى شرق العاصمة، وضعيات متباينة فيما يتعلق بمدى استفادة روادها من الخدمات المقدمة في اطار برنامج قطاع الثقافة الخاص بإنجاز مكتبة في كل بلدية، بالموازاة مع تأخر استلام مكتبتين في كل من بلديتي المرسى وهراوة رغم انتهاء الاشغال بهما، لعدة اعتبارات، علاوة على تسجيل مشروعين آخرين في طور الإنجاز بكل من بلدية الرغاية وعين طاية. ويعتبر برنامج قطاع الثقافة الذي يشمل انجاز مكتبة جوارية في كل بلدية حسب الظروف الملائمة بكل منطقة، احد الاطر المتاحة ضمن السياسة الوطنية لزيادة التحصيل الثقافي والعلمي للشباب من فئة التلاميذ والطلبة، علاوة على التأطير التربوي والاجتماعي الذي تتيحه مثل هذه المرافق في سياق محاربة الآفات الاجتماعية، خاصة في فترة العطل وأوقات الفراغ. وتضم بلديات ولاية الجزائر العديد من المكتبات الجوارية التي تقدم مختلف الخدمات في هذا المسعى لفائدة الأطفال والشباب، من بينها بلديات شرق العاصمة التي تشتهد إقبالا واسعا من هذه الفئة على مكتباتها الجوارية بكل من بلديات الرويبة، باب الزوار وبرج الكيفان.. أين يجد هؤلاء ضالتهم في كسب العلم والمعرفة في ظل تدعيم هذه المرافق بمختلف العناوين بشكل دوري مع تجهيزها بالمتطلبات اللازمة في هذا المسعى. وبالمقابل تتطلع الأسرة التربوية والثقافية على مستوى بلدية المرسى الى الاستفادة من هذا الصرح الثقافي على المدى القريب، خاصة وأن مشروع المكتبة جاهز منذ نهاية السنة الماضية بعد استكمال اشغال انجازه، بالإضافة الى التهيئة الخارجية التي انتهت بدورها في تلك الفترة، ما جعل المكان هيكلا بدون روح أمام الحاجة الملحة الى التأطير التربوي والثقافي لأبناء المنطقة، وهو المطلب الذي يرفعه سكان البلدية الى الجهات المعنية من خلال تزويد المكتبة بالتجهيزات والعناوين الضرورية وضمان التأطير البشري اللازم في أقرب وقت ممكن.كما عرف مشروع المكتبة على مستوى بلدية هراوة انتهاء الاشغال به منذ شهر اكتوبر من السنة الماضية، غير أن ما يعاب على القائمين على إنجاز المكتبة هو عدم الشروع في اشغال التهيئة الخارجية المتمثلة في المدخل والجدران الخارجية حتى بداية شهر افريل الجاري، بحجة عدم تخصيص الغلاف المالي المقدر للتهيئة المطلوبة التي تم ادراجها في ميزانية السنة الجارية، وهو ما عطل المشروع لأشهر أخرى، حيث من المنتظر استلامه خلال الثلاثي المقبل لتجسيد المنفعة العامة في التحصيل العلمي والثقافي لدى الاطفال والشباب لتخفيف الضغط على دار الشباب الجديدة مستقبلا.ومن جهة أخرى، يسير مشروع المكتبة الجوارية وسط بلدية الرغاية بوتيرة مقبولة نسبيا، بعد أن بلغت الاشغال نسبة 35 منذ انطلاقه شهر نوفمبر المنصرم، حيث حددت مدة الإنجاز ب 12 شهرا، ويأتي هذا المرفق تجسيدا للعديد من مطالب الشباب وأولياء التلاميذ بهذا المشروع لسنوات طويلة، الذي لم يتحقق إلا بشق الانفس في انتظار تسليمه نهائيا في الآجال المحددة، في حين سيتم الشروع في تجسيد هذا البرنامج على مستوى بلدية عين طاية قريبا عقب طرح المشروع للمناقصة خلال الايام المقبلة بعد طول انتظار، وهو ما تطرقت إليه ''المساء'' في عدد سابق، حيث من المنتظر ان تتكفل السلطات المحلية بإنجاز المشروع تحت اشراف مصالح ولاية الجزائر لتدعيم المرافق التربوية والثقافية جواريا، خاصة وأن موقع المكتبة سيكون وسط البلدية بالقرب من المركز الثقافي. ومثلما هو معمول به في برنامج مكتبه في كل بلدية، فقد تراوحت تكلفة إنجاز هذه المرافق في البلديات الاربع بين 3,2 و7,2 مليار سنتيم، ليبقى مطلب الأسرة التربوية والثقافية بالمنطقة، ضرورة الإسراع في تسليم ما هو منجز وتعجيل أشغال ما هو في طور الإنجاز لتحقيق المنفعة العامة في أوساط الشباب والأطفال.