سيستفيد القاطنون بالبيوت القصديرية والهشة على مستوى بلدية هراوة شرق العاصمة، من برنامج سكني طموح في إطار المخطط الولائي للسكن، الذي يهدف الى القضاء على الظاهرة نهائيا من خلال تجسيد مشروع يضم 1430 وحدة سكنية قيد الإنجاز عبر موقعين بوسط المدينة، حيث أوكلت مهمة الإنجاز الى مقاولات صينية تحت إشراف ديوان الترقية والتسيير العقاري للدار البيضاء. ويندرج هذا المشروع في إطار السعي الى تسوية وضعية قاطني البيوت القصديرية والسكنات الهشة على مستوى الجزائر العاصمة، من خلال الإجراءات المدعمة من طرف الدولة التي ترمي الى إزالة مثل هذا النوع من السكنات على المستوى الوطني قبل حلول سنة 2012، وفق التصريحات الرسمية وعلى الخصوص بولاية الجزائر، التي عرفت تنامي الظاهرة لعدة أسباب يعرفها الجميع وهذا منذ أكثر من 20 سنة. وحسب ما أفادت به مصادر مطلعة "المساء"، فإن المشروع الذي انطلقت به الأشغال منذ نحو 9 أشهر على مستوى موقعين غرب حي "عدل"، يضم في الموقع الأول ورشة لإنجاز 762 وحدة سكنية، في حين تمت برمجة انجاز 668 مسكن بالورشة الثانية، وتتراوح نسبة الأشغال بهما بين 40 و50?، وهو المشروع الذي وقف عليه وزير السكن مطولا في زيارته التفقدية الأخيرة، حيث من المزمع تسليمه خلال الثلاثي الأول من سنة 2011. وتضيف ذات المصادر أن هذا البرنامج السكني الذي خصص للقضاء على البيوت الفوضوية ببلدية هراوة، كان معدا لإنجاز ألف وحدة سكنية وزعت بالتساوي على الموقعين، غير أن اتساع المساحة وملاءمة الأرضية دفعا القائمين عليه الى توسيع مخطط المشروع بزيادة عدد الوحدات السكنية الى 430 مسكن في إطار التسيير الناجع للمشاريع السكنية، ويتألف المشروع كليا من سكنات ذات 3 غرف، علاوة على برمجة مشاريع جوارية تضم ابتدائية وقاعة علاج ومحلات خدماتية، بالإضافة الى تسطير مشروع فتح طريق يربط الموقع بحي "عدل"، وصولا الى وسط هراوة وهذا فور انتهاء الأشغال، وقدرت تكلفته بنحو مليار و500 مليون سنتيم، وهو ما سيسمح بتبني مخطط النقل الجديد بالمنطقة، الذي يضم محورا يربط بلديتي هراوة بالرويبة مرورا بحي أولاد معمر وحي "عدل" وموقع 1430 مسكن قصد فك العزلة عن هذه الأحياء مستقبلا. وبالمقابل، تحصي السلطات المحلية لبلدية هراوة 1398 عائلة قاطنة للبيوت القصديرية والهشة، أو ما يعرف بالأحواش الفوضوية المنتشرة عبر اقليم البلدية، وهذا استنادا الى المعطيات الرسمية وفقا لإحصائيات سنة 2007 والمتممة عام 2008، والتي أفضت الى تسجيل 455 عائلة تشغل البيوت القصديرية بكل من منطقتي "الكاريار" ب368 عائلة وحي روا الذي يضم 87 عائلة، في حين تتوزع 943 عائلة عبر 37 حوشا فوضويا حيث تعيش جل هذه العائلات منذ نحو 20 سنة في ظروف أقل ما يقال عنها، أنها تفتقر الى شروط العيش الكريم في انتظار ترحيلها الى سكنات لائقة. وتؤكد مصادر مسؤولة بالبلدية على التصدي لمحاولات توسيع القصدير منذ الانتهاء من إحصائيات 2007، باتخاذ اجراءات عملية بتهديم بيوت النازحين الجدد، بالإضافة الى منع عدد من المحاولات...، في حين سيخضع المسجلون في قوائم الإحصائيات لتحقيقات معمقة للنظر في أحقية استفادتهم من هذا البرنامج السكني الخاص بقاطني البيوت الفوضوية، وهو ما يعني أن ليس كل مسجل معنيا بالترحيل مستقبلا، وهي العملية التي ستسمح بالاستفادة من الوعاء العقاري لاستغلاله في التنمية الجوارية والمحلية في ظل أزمة العقار التي تعاني منها البلدية، وأمام هذه المعطيات يبقى الانشغال الذي يطرحه الجميع هو امكانية تحويل الزيادة في البرنامج السكني الموجه لبلدية هراوة والمقدرة ب430 وحدة سكنية بعد توسيع مخطط المشروع الذي كان في الأصل مخصصا لألف مسكن الى حصة سكنية اضافية للبلدية، خاصة في ظل تسجيل مصالح بلدية هراوة لأكثر من الفي طلب سكن تمت معالجة أغلبيتها على مستوى الدائرة الإدارية للرويبة، في إطار بطاقية السكن لكل مستفيد، علاوة على استفادة البلدية من حصة سكنية اجتماعية قدرت ب141 وحدة خلال الفترة الممتدة من سنة 2005 الى 2007، بالإضافة الى سكن اجتماعي تساهمي منها 150 سكن على مستوى هراوة و280 خارج اقليم البلدية بكل من الرويبة وبرج البحري، بخلاف السنوات السابقة التي لم تستفد فيها البلدية من أية حصة سكنية.