أكدت دراسة علمية حديثة قام بها معهد مؤشرات الصحة بجامعة واشنطنالأمريكية أن الجزائر تعد ضمن السبع دول التي استطاعت الحد من ارتفاع نسبة الوفيات خلال الأربعين سنة الماضية، حيث تمكنت من خفض عدد وفياتها بنسبة 2 بالمائة كل عام بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و60 سنة وذلك مقارنة بدول أخرى سجلت فيها النسبة ارتفاعا ملفتا وهي أستراليا، إيطاليا، كوريا الجنوبية، الشيلي، تونسوالولاياتالمتحدةالأمريكية. وأوضح التقرير الذي أعده مختصون أمريكيون وأستراليون، أهمية النتائج التي حققتها الجزائر في مجال ترقية الصحة وتكريس الحق في العلاج المكرس دستوريا لكل الجزائريين من منطلق أن ثمرة المجهودات بدأت تظهر في السنوات الأولى التي أعقبت الاستقلال ومع ذلك تبرز التقارير المختلفة أن النتائج المحققة في مجال الصحة في الجزائر كبيرة جدا بالنظر للأموال التي أنفقت والمنشآت الصحية التي شيدت خاصة في العقد الأخير. وأشار التقرير إلى أن الولاياتالمتحدةالأمريكية أنفقت الكثير لكنها لم تتوصل إلى نتائج مماثلة للتي حققتها الجزائر، واحتلت الولاياتالمتحدةالأمريكية المرتبة 49 بالنسبة للنساء والمرتبة 45 بالنسبة للرجال في الترتيب العالمي الذي شهد تراجعا ملحوظا عالميا في نسبة وفيات المولودين الجدد وفي أوساط الأمهات عند الوضع وذلك بفضل الجهود المبذولة في مجال ترقية الصحة، إضافة إلى التشريعات الجديدة التي تولي اهتماما أكثر بالصحة والبيئة، مما انعكس بالإيجاب على شعوب هذه الدول. وبالنسبة للجزائر يشير التقرير إلى أن عدد سكان الجزائر المقيمين 8,34 مليون نسمة في 2008 ومنذ عام 1999 بلغت نسبة النمو السكاني 72,1 ، وهو ما يعني زيادة سكانية سنوية قدرها 500 ألف نسمة وبناء على المؤشرات الديموغرافية فإن المرحلة الممتدة من 1999 إلى2007 قد تميزت بشكل أدى إلى استمرار انخفاض نسبة الوفيات العامة من 72,4 لكل ألف نسمة سنة 1999 إلى 38,4 لكل ألف نسمة سنة 2007 وإلى 32,4 لكل ألف نسمة سنة ,2008 كما لوحظ زيادة نسبية في نسبة الولادات التي انتقلت من 82,19 لكل ألف نسمة سنة 1999 إلى 98,22 لكل ألف نسمة سنة .2007 وحسب الدراسة دائما، فقد سجلت الجزائر كذلك زيادة نسبة عدد السكان التي عرفت ارتفاعًا تدريجيًا خلال الفترة من 51,1 سنة 1999 إلى 86,1 سنة 2007 وانخفاض نسبة الوفيات عند الأطفال بشكل نسبي مقبول من 4,39 لكل ألف ولادة حية سنة 1999 إلى 2,26 لكل ألف سنة 2007 وزيادة محسوسة في معدل الحياة عند الولادة مرورًا من 72 سنة في عام 1999 إلى 7,75 في عام .2007 وعرف قطاع الصحة والسكان تحسنا معتبرا خلال السنوات الأخيرة في ظل برنامج رئيس الجمهورية لإنعاش القطاع، حيث تم استلام 14 مستشفى و52 عيادة متعددة الاختصاصات منذ سنة 2004 كما يجري حاليا إنجاز 37 مستشفى و58 عيادة أخرى، من جهة أخرى يبرز مؤشر آخر في هذا التحسن يتمثل في توفر طبيب لكل 786 مواطن بعدما كان طبيب لأزيد من 1200 مواطن ومع ذلك فقد رصد هذه السنة لقطاع الصحة ميزانية ضخمة تفوق 20 مليار دولار.