فصيحة اللسان هي، بهية الطلعة، قوية الشخصية، وخفيفة الروح، مشوارها الفني ابتدأ بالصدفة وداخل سيارة أجرة!؟ خاضت غمار تجارب سينمائية عالية المستوى منها ريح الجنوب القلعة وغيرها، أسند إليها الدور الرئيسي في مسلسل زينة الذي تقمصت من خلاله دور الفتاة العربية الأصيلة، ذات النظر الحاد، الفارسة، المغوارة التي تجيد امتطاء الحصان، ومبارزة أقوى الفرسان، ومع اقتحام موجة المسلسلات الاجتماعية والفكاهية للشبكة التلفزيونية، منحت أدوارا رئيسية وثانوية لاقت استحسان المشاهد خاصة دورها في مسلسل اللاعب الذي منحها وعن جدارة جائزة الفنك الذهبي· عن مشوارها الفني، وسر انحصارها في أدوار العناد، والمشاكسة، وعن ساعة من ذهب حدثتنا نوال زعتر في هذا الحوار: المساء : هلا عدت بنا إلى البداية، وإلى سيارة الأجرة؟ *نوال زعتر: (تضحك) ولم لا؟! بالفعل كان ذلك في سنة 1975، حيث صادف وأن التقيت بأحد عمال التلفزيون داخل سيارة أجرة، فأخبرني أنهم بصدد البحث عن فتاة ذات ملامح عربية تجيد الكلام، فصيحة لأداء دور البطولة، واقترح علي أن اتقدم للتلفزة، في البداية رفضت الفكرة لأني كنت متأكدة بأن أهلي لن يوافقوا لكن بعدها وبإلحاح مني وافق أهلي، ودخلت مجال التمثيل· - ماذا أحدث مسلسل زينة في حياة نوال زعتر·· المبتدئة؟ * المسلسل فجر بداخلي طاقة ومنحني شحنة من النشاط، فكنت فيه الفارسة والفصيحة والفتاة الجادة الأصيلة، التي تحيا حياة البادية النقية بكل ما تحمله هذه المعاني من صفاء ووضوح، وطهر· - نوال إلى جانب كونها فارسة متمكنة، فهي فصيحة اللسان، فإلى من تدين بكل هذه الفصاحة؟ * للإذاعة طبعا، ولفرقة التمثيل التابعة لها والتي انخرطت فيها من (1980-1981)، ومثلت إذاعيا في عدة مسرحيات ولقيت الدعم الكبير من أستاذي الفنان محمد ونيش· - ألم تر نوال زعتر نفسها في دور لالا نسومر؟ * قبل أن أرى أنا نفسي في هذا الدور رآني الكثيرون وعلى رأسهم الصحافة، وتساءلت مثلها لماذا لم أمنح هذا الدور؟! فلالانسومر شخصية جزائرية، وأهل مكة أدرى بشعابها، إلى جانب كوني أجيد امتطاء الحصان، والمبارزة، وأتقن اللغة، والسؤال يبقى مطروحا، لماذا حرمت نوال زعتر من دور لالا نسومر؟! - مع موجة المسلسلات الاجتماعية والفكاهية حوصرت في دور المشاكسة العنيدة، فلماذا هذه الأدوار بالذات؟ وهل هي التي اختارتك أم أنت التي اخترتها؟ * الواقع هي التي اختارتني لأني نجحت فيها والدليل هو افتكاكي للفنك الذهبي عن دوري في مسلسل اللاعب دور الفتاة العانس التي تغار من زوجة أخيها، وتعمل المستحيل لإقلاق راحتها، وتسويد حياتها· - ماذا أكسبتك مثل هذه الأدوار إلى جانب الفنك الذهبي؟ * أكسبتني شعبية كبيرة وسط العائلات الجزائرية خاصة النساء والعجائز، ولأجل الحفاظ على هذا الود وهذه المحبة والجماهيرية فأنا لا أمانع أبدا من أداء مثل هذه الأدوار الهادفة· - ما يجهله الكثيرون هو أن نوال زعتر تملك صوتا جميلا فهل هناك نية في اقتحام مجال الغناء يوما ما؟ * فعلا أملك صوتا بشهادة الكثيرين أنه جميل وحدث أن أديت لذكرى خاصة ولكبار العمالقة، وسبق وأن سجلت أوبرات لبوليفة في الصحراء لكن اقتحام مجال الغناء يبقى أمرا بعيدا عن تفكيري· - إذا حدث وأن طلب منك اقتراح دور إلى جانب الممثلة بيونة فما هو الدور الذي ترشحينه لك ولها؟ * رية وسكينة وأكيد أننا سننجح في هذه المهمة· - عادة ترفضين المشاركة في الحصص التلفزيونية لكنك مؤخرا رحبت بساعة من ذهب وشاركت فما السر؟ * لا توجد أسرار، الأمر وما فيه هو أني أعجبت بمضمون الحصة الثقافية، فاستهوتني ساعة من ذهب، لكونها نافذة تطل على الثقافة، وهي من الحصص الجديدة الهادفة التي أضافت إلى رصيدي، كيف لا وهي قد افتكت الجائزة في مصر، وهذا عن جدارة واستحقاق، وصراحة كان لي الشرف العظيم أن أشارك فيها إلى جانب زملاء المهنة· حميد عاشوري، سميرة صحراوي، وصالح أوقروت والمايسترو سليمان بخليلي· - هل من مشاريع في الأفق؟ * طبعا هناك دائما الجديد لكن لم يجسد بعد، ولهذا نؤجل الحديث إلى أن يتحقق· - ما هو الدور الذي تحلم نوال زعتر بأدائه؟ * دور شخصية تاريخية بارزة لها وزنها· -كلمة أخيرة؟ * تحية شكر وامتنان لجمهوري العريض وللصحافة التي شجعتني وشكرا خاصا لالمساء على الاستضافة·