ما تعيشه بلادنا من تطور في تكنولوجيات الإعلام والاتصال يعد مكسباً هاماً لا غبار عليه، وما الاستثمارات في هذا المجال الخصب، إلا دليلا على المناخ المناسب الذي توفره الجزائر، والذي خلق جواً تنافسياً بين الشركات والدول، يظهر للعيان في مختلف التظاهرات الاقتصادية، وآخرها الصالون الوطني لتكنولوجيات الإعلام الذي افتتح أمس، ويضم مئات الشركات العالمية التي تعمل على احتلال مكانتها بالسوق الجزائرية الواعدة. ويعترف المتعاملون الأجانب الذين التقيناهم بالصالون أن الجزائر حققت قفزة نوعية في ميدان امتلاك التكنولوجيا، واستدركت في سنوات قليلة التأخر الحاصل، مما يؤهلها لأن تصبح الأولى مغاربياً وإفريقياً، ورهانها في ذلك الكفاءات التي تتوفر عليها البلاد ورغبة الفرد الجزائري في تطوير حياته والاستفادة من نعمة التكنولوجيا الحديثة. لكن في المقابل لا نجزم بأننا وصلنا إلى المستوى المرغوب وهو تمكين كل الأفراد من تكنولوجيات الإعلام والاتصال، ما دام المواطن غير قادر على امتلاك جهاز حاسوب وخط هاتفي وأنترنت سريعة التدفق وبسعر معقول، وهي العوامل الأساسية التي يبني عليها المواطن كل مؤشرات التطور الحقيقي، وفي هذا المجال لم ينف القائمون على هذا القطاع النقائص المذكورة، لكنهم يؤكدون أن الجزائر بصدد تأسيس شبكة قاعدية حديثة للتمكن من توفير شبكة أنترنت بتدفق عالٍ، وإزالة المعدات والتكنولوجيات القديمة المتعلقة بأجهزة استقبال القنوات التلفزيونية، وهو تحدٍّ وثورة تكنولوجية يجب إنجاحها.