بعد خمسة أيام صال فيها وجال فرسان البيان تحت قبة ''عكاظية الجزائر للشعر العربي''، تباهوا خلالها بأعذب القوافي وأحلى الكلم، اختتمت سهرة الأربعاء الفارط العكاظية، في وقفة أريد لها أن تمدّ الجسور وتربط بين الجزائر و''القدس عاصمة أبدية للثقافة العربية'' التي أسدل ستارها رسميا بالجزائر، فكان الاختتام فرصة للتأكيد على البقاء على العهد والتمسّك بالحرية والمقاومة. اختتام العكاظية وإسدال الستار على احتفالية ''القدس عاصمة أبدية للثقافة العربية''، شكّل مناسبة لتشيد وزيرة الثقافة السيدة خليدة تومي باحتفالية ''القدس عاصمة أبدية للثقافة العربية''، وتجدّد موقف ووقوف الجزائر الدائم حكومة وشعبا مع فلسطين ظالمة أو مظلومة، وأضافت ''إن كان اختتام فعاليات القدس عاصمة للثقافة العربية رمزيا، فإنّ فلسطين تظلّ حاضرة دائمة في الوجدان''. من جهته، عبّر سفير دولة فلسطينبالجزائر، محمد، عن شكره للجزائر حكومة وشعبا على ما تقدّمه الجزائر من أجل فلسطينوالقدس، واعتبر الجزائر ''ذخرا لفلسطين والشعب الفلسطيني''، كما أكد على أنّ القدس ستبقى دائما عاصمة فلسطين الأبدية وعاصمة كل الأحرار في العالم. وأشاد في نفس السياق بضخامة تظاهرة القدس عاصمة للثقافة العربية التي جرت في الجزائر ثقافة وفنا طوال سنة كاملة، حافلة بالنشاطات على كل المستويات. وقد قرأ بالمناسبة السيد عز الدين ميهوبي كاتب الدولة لدى الوزير الأوّل المكلّف بالاتصال بعض المقاطع الشعرية تخليدا لروح القدس العربية عاصمة لفلسطين، وبعد الوقوف دقيقة صمت ترحما على أرواح ضحايا الطائرة الليبية، ألهب الشاعر العربي علي الكيلاني قاعة ''الأطلس'' شعرا وحماسة، ليتداول بعدها نخبة من الشعراء العرب على قراءة بعض المقاطع الشعرية. ''الإلياذة الكنعانية'' كانت حاضرة أيضا في ختام عكاظية الجزائر للشعر العربي، وكانت من توقيع فرقة الرقص المسرحي السورية ''اورنينا''، فكانا عرضا فنيا غنائيا حول فلسطين العربية المجروحة أرض الأنبياء والرسل، حيث تروي حكاية أرض كنعان وما مرّ عليها من حضارات شكلت ألوان الطيف الفلسطيني المعاصر بما يحويه من تنوّع ديني وثقافي. وللإشارة، فقد توّجت أشغال الدورة الرابعة لعكاظية الجزائر للشعر العربي بعدّة توصيات، أهمّها المطالبة باستمرارية التظاهرة الثقافية والحفاظ على استمراريتها وديمومتها، لتكون علامة بارزة في المشهد الثقافي العربي في ظلّ انحساره في مهرجانات شعرية عربية وملتقيات. وأكّدت توصيات التظاهرة أيضا على مواصلة العمل على أن تكون صورة عاكسة لمكوّنات المشهد الشعري العربي في ثرائه وتنوّعه، إلى جانب السعي إلى أن تكون للمهرجان ذاكرته الحية، بتوثيق أعماله وكتابة نصوصه الشعرية وإصدار نشرية تتزامن مع وقائع المهرجان وجلساته، فضلا عن طبع كلّ النصوص الشعرية والنقدية. كما أوصى المشاركون برصد مجموعة من الجوائز لبعض المشاركين من الشعراء والنظر في إمكانية توسيع الأنشطة مستقبلا إلى ولايات أخرى، وكذا الإبقاء على موضوع ''الشعر والمقاومة'' عنوانا للدورة القادمة أيضا، باعتبارها راهنة الموضوع وأهميته اليوم في تاريخ العالم العربي الحاضر. ''عكاظية الجزائر للشعر العربي'' رفعت رسالة شكر إلى رئيس الجمهورية، قرأتها على الحضور الدكتورة سعيد بنت خاطر الفارسي من سلطنة عمان، تضمنت أسمى عبارات الشكر والامتنان من أجل الصنيع والرعاية لهذا الحفل الشعري العربي العميق الدلالات والأبعاد، وخاصة حين كان محوره الأساسي لهذه السنة ''الشعر وثقافة المقاومة''، كما أكّدت الرسالة على عظمة قلعة ثوار الجزائر التي تجلى إصرار أبنائها على التضحية في المواقف البطولية لأيام الثامن من ماي .1945 كما ثمنّت الرسالة الإنجازات المحققة على أكثر من صعيد، والجهود التي يبذلها رئيس الجمهورية في لمّ الشمل وتوحيد اللحمة العربية ورعاية أقطاب ثقافية وفكرية واقتصادية، وذلك من أجل الحفاظ على الموروث العربي بغية كبح جماح أضرار العولمة.