أكدت الجزائر خلال الجمعية العالمية ال63 للصحة التي انعقدت بجنيف لصالح تعبئة الموارد اللازمة على ضرورة تنفيذ توصيات اعلان الجزائر فيما يخص تنمية البحث في مجال الصحة. وأبرز الوفد الجزائري الذي يقوده وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات الدكتور سعيد بركات أثناء تدخله في أشغال اللجان باسم المجموعة الإفريقية، ضرورة تعبئة الموارد التي تمكّن من تنفيذ توصيات اعلان الجزائر الخاص بتنمية البحث في مجال الصحة ورفع تحدي تعزيز القدرات المؤسساتية والتنظيمية لبلدان القارة. وقد تمت المصادقة على اعلان الجزائر في جوان 2008 بمناسبة الندوة الإفريقية حول البحث في مجال الصحة. وكانت مواضيع إشكالية الأدوية المقلدة وكذا مسألة التداول الإقليمي على رأس منظمة الصحة العالمية في صدارة نقاش كان في بعض الأحيان ''ساخنا'' خلال أشغال الجمعية العالمية ال63 للصحة. وفيما يخص النقاش حول الأدوية المقلدة، فقد تدخل 27 وفدا لإرغام المديرية العامة لمنظمة الصحة العالمية على التدخل للرد على الانتقادات التي قدمت. ومست هذه الانتقادات بصفة خاصة الشراكة بين منظمة الصحة العالمية ومجموعة ''ايمباكت'' المتهمة بالانحياز. وفي هذا الإطار تمت دعوة منظمة الصحة العالمية إلى التفرغ لمهامها الخاصة بالصحة العمومية وترك مسألة الملكية الفكرية لمنظمات أخرى ومؤسسات اكثر كفاءة في هذا المجال. وأشار المتدخلون أيضا إلى ضرورة توضيح مفهوم الدواء المقلد بما أن التعريف الحالي يبعث على الالتباس بالنظر الى الدواء الجنيس. وفي هذا السياق؛ قررت منظمة الصحة العالمية وضع مجموعة عمل لتحديد مفهوم الدواء المقلد. وقد تم عرض ثلاثة مشاريع قرارات عقب انتهاء اشغال هذه الجمعية. وفي ظل غياب رؤية مشتركة تم وضع مجموعة عمل غير رسمية من اجل ايجاد حل بديل. ويتضمن الحل الوسط المتفق عليه وضع مجموعة عمل محددة بالوقت ومفتوحة لجميع الدول الاعضاء لبحث اشكالية الادوية المقلدة ''فيما يتعلق بالصحة العمومية مستبعدة بذلك الجوانب المتعلقة بالتجارة والملكية الفكرية''. كما يتوجب على المجموعة التطرق الى دور منظمة الصحة العالمية لضمان توفير الادوية ذات الجودة والمضمونة والفعالة والتي من السهل التحصل عليها وإلى علاقة شراكتها مع مجموعة ايمباكت وكذا دورها في الوقاية ومراقبة الادوية المقلدة. اما فيما يخص الجانب المتعلق بالتناوب الجهوي على منصب مدير عام منظمة الصحة العالمية، عرضت البلدان المؤيدة لهذاالتناوب ضرورة التحلي بالانصاف في عملية الاختيار والعمل على العدل بين جميع المناطق. وبرر مؤيدوالنظام الحالي موقفهم بقولهم إن ''التناوب لن يسمح بضمان اختيار الشخص الاكثر تأهيلا'' و''قد يغير طبيعة منصب المدير العام بشكل اساسي والذي سيصبح منصبا جهويا اكثر منه عالميا''. وقد انتهى الانتخاب برفع اليد حول هذه المسألة ببقاء الوضع على حاله. كما اجرى الدكتور سعيد بركات محادثات مع المدير العام لمؤسسة مكافحة السيدا التابعة لمنظمة الاممالمتحدة السيد ميشال سيديبي على هامش اشغال الجمعية العالمية للصحة ال63 ملحا على الدور الذي تلعبه الجزائر لتستفيد كل المنطقة من تجربتها فيما يتعلق بمكافحة السيدا. واتفق الطرفان على مناقشة دعم التعاون فيما بينهما بمناسبة الزيارة التي سيقوم بها السيد سيديبي الى الجزائر.