توافد أكثر من خمسة آلاف مناصر جزائري على مدرجات ملعب مدينة سيون السويسرية لمتابعة الحصة التطبيقية التي أجراها المنتخب الوطني الجزائري الموجود بمقاطعة كرانس مونتانا في اطار التحضير لنهائيات كأس العالم لكرة القدم. وقد اضفت الجماهير الجزائرية جوا حماسيا على مدرجات ملعب مدينة سيون وشوارعها التي لم تعرف قط مثل هذه الاجواء بالرغم من انه سبق لها ان استقبلت أندية ومنتخبات أوروبية وغير أوروبية كبيرة سواء في لقاءات أو معسكرات تدريبية. هذا الجمهور الذي عاش لحظات للمتعة والفرجة كسب ود العشرات من ابناء مدينة سيون الذين انضموا بتلقائية الى الحماس وجربوا معنى المناصرة الحقيقية خاصة وانهم لاحظوا على هذا الجمهور عكس ما تداول عنه من قبل بعض وسائل الاعلام التي كانت دوما تضع علامات استفهام حول عصبية الجزائريين الذين يعشقون منتخبهم حتى النخاع، فيجرون وراءه أينما حل ولعب، على غرار التنقل الجماعي لآلاف الجزائريين قبل عدة أشهر الى مدينة أم درمان. ويبدو ان قرار الفيفا الأخير الذي برأ الجماهير الجزائرية من اتهامات الحملة المغرضة التي شنها الاعلام المصري غداة مباراة ام درمان، قد جعل الجماهير السويسرية تغير تلك الصورة النمطية عن هذا الجمهور الذي حاولت من قبل أيضا الصحافة الفرنسية ان تضعه هي الأخرى في خانة لا تليق به، غداة مباراة الجزائر- فرنسا، التي أقيمت منذ سنوات بباريس، حين دخل العشرات من أبناء الجالية الجزائرية للتعبير عن فرحتهم فوق أرضية الميدان بالرغم من الهزيمة الثقيلة التي تلقاها يومها منتخبنا الوطني. جمهور مدينة سيون الذي تفهم حماس الجمهور الجزائري أدرك ان الجزائريين يحترمون تقاليد الضيافة وما اندفاع البعض منهم الى أرضية الميدان، إلا لأخذ صور تذكارية مع نجومهم المفضلة، ومثل هذه الخرجات تحدث باستمرار في مختلف ملاعب العالم وفي أعرق البلدان كرويا في شتى انحاء المعمورة. احد السويسريين علق على تلك المظاهر قائلا ''انه نادرا ما نشاهد مثل هذه المظاهر التي تعبر عن الفرحة، ومجيء الجزائريين الى مدينتنا الهادئة يعتبر حدثا بارزا في حياة كل مواطنينا، لقد عشنا معهم أوقاتا ممتعة. وقال أحد التجار من أصل مغربي: لقد كان حضور الانصار الجزائريين مفيدا للخضر، لأنهم كسبوا انصارا جدد من السويسريين الذين انبهروا بطريقة التشجيع هذه التي لا يتقنها إلا ابناء المغرب العربي الكبير والجزائريين على وجه الخصوص. اما لاعبو المنتخب، خاصة من اكتشفوا الجمهور الجزائري لأول مرة، فقد لمسوا مدى تعلق الجزائريين بمنتخبهم، خاصة وان العديد من هؤلاء الانصار قد أكدوا لكتيبة سعدان بأنهم سيتواجدون في جنوب افريقيا وان فيهم من أظهر لهم تذكرة الحجز والسفر. وفي هذا الصدد، قال قديورة انه شيء رائع ان تملك الجزائر جمهورا من ذهب كهذا، لقد سمعت الكثير عن تنقل الآلاف من الجزائريين الى السودان وتأكدت اليوم من أن ذلك لم يكن مجرد حديث صحافة، وقال بودبوز لقد عشت لحظات ممتعة مع بعض المناصرين الغيورين على الألوان الوطنية وأنا جد سعيد لأنني اكتشفت منتخبا وجمهورا ذواقا. اما شرطة سيون التي تواجدت بأعداد كبيرة فقد تفهمت هي الأخرى حماس الجمهور الجزائري، خاصة وانها لم تجد أية صعوبات في التعامل معه، حيث تم اخلاء ارضية الميدان دون مشاكل، بالرغم من تسبب ذلك في تأخر الحصة التدريبية.