يلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم بمدينة القدسالمحتلة برئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت في لقاء جديد ضمن سلسلة اللقاءات التي اعتاد الرجلان عقدها بهدف تفعيل عملية السلام المتعثرة. وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات أن لقاء عباس اولمرت يأتي بعد جولة المباحثات الثلاثية التي جرت بالعاصمة الأمريكيةواشنطن الأسبوع الماضي بين الوفدين المفاوضين الفلسطيني والإسرائيلي تحت إشراف وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس. وأضاف أن اللقاء سيتناول مدى التقدم المسجل في عملية التفاوض الخاصة بقضايا الوضع النهائي إضافة إلى النشاطات الاستيطانية الإسرائيلية ومسألة رفع الحواجز وموضوع الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين. ويعد هذا الاجتماع الأول من نوعه بين عباس واولمرت منذ إعلان هذا الاخير عن استقالته من منصبه من على رأس حزب كاديما الشهر القادم بعد سلسلة فضائح الفساد والرشوة التي تلاحقه. ويطرح متتبعون نتيجة لهذا المعطى تساؤلات حول جدوى مواصلة الطرف الفلسطيني لمفاوضاته مع رئيس حكومة اسرائيلية آيلة للسقوط في أية لحظة. ويجد هذا التساؤل مبرراته ايضا في ظل استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي والشعب الفلسطيني والتي تضاعفت حدتها منذ مؤتمر انابوليس الذي عقد عليه الفلسطينيون كل آمالهم للتوصل إلى اتفاق سلام مع الطرف الإسرائيلي يحقق لهم حلمهم في إقامة دولة مستقلة وعاصمتها القدس الشريف. ولكن أمال الفلسطينيين تبخرت بعد ان كثفت ادارة الاحتلال من اعتداءاتها بمجرد انتهاء المؤتمر وبعد ان تعمدت حكومة اولمرت توسيع المستوطنات اليهودية في القدسالمحتلة وبمحيط الضفة الغربية بالرغم من كل النداءات الدولية المطالبة بضرورة تجميد عملية الاستيطان. ليس ذلك فقط فقد أقدمت حكومة الاحتلال على مضاعفة نقاط التفتيش والحواجز الأمنية في الضفة الغربية في الوقت الذي شددت فيه حصارها على قطاع غزة الذي أصبح اشبه بسجن كبير يموت الفلسطينيون داخله موتا بطيئا. ودفعت مثل هذه الممارسات بالعديد من المسؤولين الفلسطينيين إلى التأكيد على أن الاستمرار في عقد لقاءات مع الجانب الإسرائيلي يبقى مجرد مضيعة للوقت من منطلق ان إدارة الاحتلال ليس في نيتها الدخول في مفاوضات جادة وبدليل رفضها الخوض في ملفات الوضع النهائي مثل مسائل مستقبل مدينة القدس الشريف واللاجئين والاستيطان. ويفقد لقاء عباس اولمرت كل مصداقية له خاصة وانه يأتي عشية مثول رئيس الوزراء الإسرائيلي بعد غد الجمعة أمام محققي الشرطة للمرة الخامسة على التوالي في محاولة لمعرفة ملابسات تهم الفساد المنسوبة اليه. ثم أن هذا اللقاء يأتي في الوقت الذي تمر فيه الساحة الفلسطينية بأزمة حادة جراء عودة الاقتتال المتجدد بين حركتي حماس وفتح في قطاع غزة في مشهد عكس درجة الانقسام التي تنخر الجسد الفلسطيني في ظل استمرار الملاسنات والاتهامات بين الحركتين بعد أن وصلت حدة خلافاتهما إلى حد استعمال السلاح.