بدأت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، مساعيها لإحياء محادثات السلام بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، التي وصف كبير المفاوضين فيها العملية السلمية بأنها ''عالقة''، بسبب عدم رغبة رئيس الوزراء الإسرائيلي في استئنافها، وفي الأثناء شدد رئيس السلطة الفلسطينية على ضرورة وقف الاستيطان قبل استئناف عملية السلام. والتقت كلينتون برئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، محمود عباس، في العاصمة الإماراتية أبوظبي، قبل أن تتوجه إلى إسرائيل للقاء المسؤولين الإسرائيليين، بمن فيهم رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وجاء اللقاء بين محمود عباس وكلينتون بعد زيارتها لباكستان التي استغرقت ثلاثة أيام. وقالت كلينتون في اجتماع مع نتنياهو ''أريد رؤية الجانبين يستأنفان المحادثات بينهما في أقرب وقت ممكن''، وأضافت قائلة: ''من الأهمية بمكان البدء بالمفاوضات''. وأوضحت كلينتون أنها أبلغت الرسالة نفسها إلى رئيس السلطة الفلسطينية خلال لقائها به في أبوظبي. وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات، إن عباس شدد خلال لقائه بكلينتون على أن المحادثات مع الحكومة الإسرائيلية لن تستأنف لأن الأخيرة لم ترتق إلى ما وصفه ب''الالتزامات'' التي تتضمن وقف بناء المستوطنات في الضفة الغربيةالمحتلة وفي القدسالشرقية. وقال عريقات إن عباس يريد البدء بالمفاوضات من حيث انتهت مع رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، إيهود أولمرت، وهو ما لا يريده الإسرائيليون، وهو ما قال عنه عريقات إنه يشكل دليلاً على أن نتنياهو ليس ''لديه مصلحة'' في استمرار المفاوضات. وقالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إن إسرائيل قدمت تنازلات غير مسبوقة من جانبها، وطالبت الفلسطينيين باستئناف المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي، معتبرة أن تجميد الاستيطان ليس شرطا لاستئناف محادثات السلام. ففي مؤتمر صحفي عقدته في القدسالمحتلة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وصفت كلينتون قرار إسرائيل وقف بناء المستوطنات في الضفة الغربية -باستثناء إكمال بناء ثلاثة آلاف وحدة سكنية يجري العمل فيها- بأنه ''تنازل غير مسبوق''. وفي تحول للمواقف الأميركية السابقة المعلنة بشأن المستوطنات، قالت الوزيرة الأميركية ''إن تجميد الاستيطان كان دائما من القضايا التي يتم التفاوض عليها''، وليس شرطا مسبقا لاستئناف عملية السلام بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني. وأوضحت أن ما جرى طرحه من قبل واشنطن كان يتعلق بكبح الاستيطان وهو -على حد تعبيرها- ما تحدث عنه رئيس الوزراء الإسرائيلي. تعتبر أقل نسبة يمكن الحصول عليها 12بالمئة فقط من الفلسطينيين يدعمون عباس أشار استطلاعان حديثان لمركز القدس للإعلام والاتصال والمركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسيحية إلى أن 12٪ من الفلسطينيين يدعمون عباس. وهي أقل نسبة يمكن الحصول عليها. وعن حماس لا تضاهي شعبيتها شعبية حركة فتح، ونتائج الاستطلاع تختلف من مؤسسة إلى أخرى.