دعا عبد العزيز بلخادم الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني جيل الثورة إلى تمكين الشباب من التكوين السياسي بما يسمح له بالتدرج في المناصب والمسؤوليات، مؤكدا أن التواصل بين الأجيال هو الضمان الوحيد الذي سيسمح باستمرار رسالة نوفمبر وبقاء الأفلان كقوة سياسية أولى في البلاد، بلخادم أشار إلى أهمية التكوين السياسي بالتجربة الذي يتماشى مع التكوين الأكاديمي. قال عبد العزيز بلخادم خلال إشرافه على انطلاق فعاليات الندوة الوطنية التكوينية للشباب بعنوان »الشباب والمشاركة السياسية« أول أمس بمقر الكشافة الإسلامية بسيدي فرج، إن الغاية من تنظيمنا لهذه الندوة هي الترجمة العملية للأفكار التي استحدثها المؤتمر التاسع لحزب جبهة التحرير الوطني، حيث تم إنشاء أمانة الشباب والطلبة التي باشرت أولى خطواتها نحو هذه الشريحة من خلال تنظيم ذكرى يوم الطالب وغيرها من التظاهرات، هذا اللقاء يجمع كوكبة من شباب الجزائر من إطارات وحملة للشهادات العليا، ليسانس، ماجستير ودكتوراه في أكثر من 34 تخصص، في وقت بلغ فيه عدد الطلبة المشاركين حوالي 340 طالب. وفي هذا السياق أكد الأمين العام للأفلان أن منظمو اللقاء قد تعمدوا الابتعاد عن التكوين الأكاديمي بهدف إطلاع هؤلاء المناضلين الشباب على فلسفة الحزب، برنامجه، قانون الأساسي وأدبياته بصفة عامة، ويبقى القصد الأكبر من هذه المبادرة هو خلق ذلك التفاعل بين الشباب وبين من سبقهم في تسيير شؤون البلاد والحزب في حوار صريح ومثمر وهادف. ومن هذا المنطلق أشار بلخادم إلى أهمية الخروج بتوصيات من هذه الندوة الوطنية تعكس اهتمامات الشباب وما يدور في خلدهم، حيث سيتم فتح لقاءات تفاعلية مباشرة بين هؤلاء الشباب وغيرهم من المسؤولين ومن ثم الخوض في مشاكل هذه الفئة الشبانية، دون إغفال الحديث عن سبل إدماج الشباب في العمل السياسي والحزبي، ما هي جاذبية العمل السياسي، ما هي أسباب النفور من الانخراط في الأحزاب وما هو منتظر من مسؤولي الأحزاب؟ الأمين العام أكد أنه حرص شخصيا على الإطلاع على قائمة المشاركين التي تضم حوالي 340 شاب مناضل، منهم 70 شاب جامعي دون عمل، الأمر الذي اعتبره جرحا لا يزال ينزف في جسد هذه الأمة، ومن ثم عرج إلى الآفات التي تنخر جسد الشباب والتي لا يجب أن يستهين بها المسؤولون كالبطالة، السكن، تأخر سن الزواج، المخدرات، بل والأخطر من ذلك عدم الشعور بالانتماء إلى هذه الأرض. واستنادا لما صرح به الأمين العام، فإن الانخراط في العمل السياسي يستوجب دراية بالإطار للتمييز بين حزب معين وحزب آخر، كما يسمح بتصحيح عديد المفاهيم، حيث يجب البحث عن أنجع السبل لجعل الشباب يحس بانتمائه، كما يجب كسر كل الطابوهات الخاصة بحياة هؤلاء الشباب. وعن سبل الإدماج السياسي، أكد بلخادم على أهمية العمل القاعدي على مستوى المحافظات والقسمات، مشيرا إلى أن هذه الدورة التكوينية يجب أن تأتي بثمارها فعندما يعود هؤلاء الشباب إلى قواعدهم عليهم تنظيم حلقات ولقاءات تكوينية ليستفيد مكنها غيرهم، ويجب كسر نهائيا مبدأ »هاذوا مازالوا ذراري«. وبالمقابل اعتبر بلخادم أن أحسن وسيلة لضمان بقاء الحزب هو تحقيق تلك المعادلة الصعبة التي تجعل الأجيال السابقة تفتح الأبواب أمام جيل الشباب وتمكنه من التكوين السياسي وارتقاء درجات المسؤولية من جهة وعدم استعجال الأبناء في صعود السلم والاستفادة من تجربة من سبقهم في الميدان السياسي. وعليه فقد أكد الأمين العام أن الحزب مطالب بإعادة بناء جسور الثقة مع هؤلاء الشباب، وردد قائلا »نحن لا نعرف صراع أجيال ولا نؤمن به، نحن نؤمن بتواصل الأجيال لأنه يبني الأمم، ومن هنا فإننا نحث كل محافظات الحزب عبر كامل التراب الوطني على إنشاء خلايا إنصات موجهة لفائدة الشباب والطلبة والعمل على الدفع بآماله وتطلعاته«.