قرر الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أخيرا التوجه إلى قطاع غزة بداية من الأسبوع القادم في التفاتة تضامنية مع الفلسطينيين في وجه الحصار الإسرائيلي المفروض على هذا الجزء من الأراضي الفلسطينية. وتعد هذه هي المرة الأولى التي يقوم فيها عمرو موسى بزيارة إلى قطاع غزة منذ أكثر من ثلاث سنوات وبعد 12 سنة منذ توليه مهامه على رأس الهيئة العربية خلفا لمواطنه المغادر عصمت عبد المجيد. وإذا كانت حركة المقاومة الإسلامية حماس أكدت على هذه الزيارة ورحبت بها إلا أن عامة الفلسطينيين استغربوا توقيتها ولم يفوتوا الفرصة لتوجيه انتقادات لجامعة عربية بقيت في موقع المتفجر على مأساتهم طيلة ثلاث سنوات. ولم تصدر عن الجامعة العربية أية مبادرة تسجل لها في سياق تأكيد رفضها لفرض حصار جائر على شعب بأكمله ولم تخرج مواقفها عن دائرة التنديد والاستنكار حتى في عز العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة نهاية سنة .2008 وفقدت مبادرة الأمين العام لجامعة الدول العربية كل معنى لها وخاصة وأنها جاءت بعد الضجة التي أحدثها متضامنون دوليون إلى غزة نصرة لسكانها ورفعا للحيف المفروض عليهم من طرف كيان إجرامي. والأكثر من ذلك فإن الجامعة العربية بقيت منذ أحداث غزة والقطيعة التي وقعت بين حركتي فتح وحماس في موقع غير المكترث بما يجري وفشلت في لعب دورها لإزالة الخلافات بين الطرفين لإصلاح ذات البين الفلسطيني الذي بقيت تبعاته قائمة إلى حد الآن على كل الفلسطينيين. ورحبت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية برغبة عمرو موسى القيام بزيارة إلى قطاع غزة خلال الأيام القادمة وقالت انها ''خطوة جيدة كان ينبغي أن تتم منذ زمن طويل''.