دفع بعض الانصار ممن تنقلوا اول امس الى مدينة بولوكواني الثمن غاليا وكاد البعض منهم يتشرد في الخلاء، بعد أن تخلى عنهم المنظمون الذين اطروا الرحلة من بريتوريا الى بولوكواني بمجرد انتهاء مباراة الجزائر وسلوفينيا كما عرف بعض الصحافيين ايضا نفس السيناريو بعد ان انهوا عملهم في مركز الصحافة. والسبب أن المنظمين وما اكثرهم كانوا أول من غادر المدينة، لكن دون الالتفات إلى الوراء، بالرغم من أن بعض الحافلات التي كانت مخصصة لنقل الانصار عادت شبه فارغة، مما يوحي أن هؤلاء المنظمين اعطوا الاوامر لها اوأنهم لم يكلفوا انفسهم عناء انتظار الذين تاهوا اوظلوا الطريق، خاصة وأن مكان توقف الحافلات كان يبعد عن الملعب بحوالي كلم والطرق المؤدية اليه متشعبة. يحدث هذا في وقت كان يعلم فيه أعضاء البعثة المؤطرة للانصار بأن الحذر مطلوب اثناء التنقلات، خاصة وأن التوجيهات كانت واضحة وصارمة من قبل الجهات المعنية التي كانت لا تتوانى في تقديم النصائح التي تلزم الجميع بالتقيد بها حتى لا يتعرض أي وافد الى جنوب افريقيا للأذى. الانصار الذين تخلفوا اوالذين تخلى عنهم المنظمون في مدينة بولوكواني عادوا في شكل افواج صغيرة بعد أن تدبروا أمرهم وفيهم من وجد في نجدته بعض الجزائريين المقيمين بجنوب افريقيا، حيث تكفلوا بنقلهم. وعانى رجال الاعلام الذين تواجدوا مع البعثة نفس المصير واضطروا أمام الواقع المر الذي فرض عليهم ان يخضعوا لابتزاز اصحاب سيارات الأجرة الذين اشترطوا مبالغ كبيرة مقابل نقلهم من بولوكوان إلى بريتوريا على مسافة 300 كلم،، وكان لابد من الرضوخ والتعامل مع كل المخاطر والتحديات. أما المفاجاة التي كانت في انتظار المجموعة المتخلفة او المتخلى عنها في بولوكوان، فقد تمثلت في وجود بعض أشباه المنظمين يتدارسون الكيفية التي تمكنهم من الوصول الى التائهين في شوارع المدينة، لكن بعد ان ارتاحوا وأكلوا لكنهم استمعوا إلى ما يرضيهم من قبل العائدين في منتصف الليل أو يزيد. إن مثل هذه التصرفات التي قام بها بعض المنظمين ربما تنم عن عدم شعورهم بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم تجاه هؤلاء الأنصار أوالصحفيين أيضا، أو ربما كانوا يظنون أن بطاقة التأمين التي سلمت لكل الذين رافقوا البعثة، تكفي لتأمينهم حتى من العتاة الذين يلهبون الأخضر واليابس في شوارع بريتوريا وجوهانسبوع وبولوكوان التي تعد من البؤر الخطيرة في جنوب افريقيا بشهادة رجال الشرطة الذين ينبهون الاجانب بعدم المغامرة بالخروج ليلا اوالتجوال في الاماكن المشبوهة، وهنا نطرح السؤال التالي اليس ترك اكثر من مناصر في الخلاء مخالفا لكل التعليمات التي اعطاها السيد الهاشمي جيار في لقائه خلال اليوم الاول مع الانصار؟ للاشارة ان السيد الهاشمي جيار كان قد انتقل صباح أمس الى مقر إقامة الأنصار ببريتوريا، لمعرفة ما حدث، بعد الغضب الذي أظهره البعض، لكن مع الأسف لم توجه الدعوة للصحافيين. للتذكير فإن عملية نقل الانصار إلى جنوب افريقيا تمت بالتنسيق بين وزارة الشباب والرياضة والديوان الوطني للسياحة والنادي السياحي.