يختلف مفهوم الخطوبة من شخص لآخر بين أن يكون مرادفا لتبادل آلاف العبارات الرقيقة والغرق في الأحلام الوردية، أو كونها فترة الاستعداد الواقعي لبيت جديد وسعيد، وبين المفهومين هناك الحرج كقاسم مشترك بين الطرفين أثناء أول لقاء بينهما، وعدم معرفة من أين يبدأ الحوار وأين ينتهي قد تنجر عنه خسارة الطرف الآخر· مع المتغيرات الكثيرة التي طرأت على المجتمع الجزائري، انقلبت المفاهيم حقا، ولم يعد بالإمكان في بعض الاحيان التمييز بين الصالح والطالح، وقديما قيل أن التجربة تعاش ولا تعطى، فإذن لابد للفرد ان يضع لنفسه جملة من المقاييس التي من شأنها ان تجعله يعيش ناجحا، والسؤال كيف له ذلك ان لم يعش التجربة، وبصفة أخرى حتى نعود لموضوعنا كيف للشاب أو الفتاة ان يدرك ان مرحلة الخطوبة الداخل عليها ستكلل بالنجاح كما يطمح، وكيف له ان يقلل خلالها الخسائر المعنوية لما لها من تأثير كبير على نفسية الفرد؟ والإجابة نتركها لذوي الاختصاص من علمي النفس والاجتماع· بداية يتساءل الأستاذ في علم الاجتماع عبد الرحمان· س، من جامعة بوزريعة بقوله: هل يفهم شباب اليوم أعباء الحياة الزوجية، ويسترسل في عرضه للموضوع قائلا: أنه لا يؤمن إلا بالخطبة التي تقوم على الاحترام المتبادل بين الطرفين، وعلى الوالدين التدخل فقط بالنصيحة وفي تقديري - يقول - ان هناك شروطا ثلاثة يجب توفرها في الخطبة الناجحة، وهي الانجذاب الجنسي، الاتفاق الروحي بمعنى ما يحبه طرف يحبه الآخر وما يقتنع به أحدهما يقتنع به الآخر، وهناك مستوى الذكاء المتقارب، ويؤكد المتحدث أن أي طرف يضع امامه هذه الامور الثلاثة خلال فترة الخطوبة، المؤكد أن الزواج سيكون موفقا· ويستطرد في حديثه مقدما نصائح يراها مجدية في لقاءات خطوبة ناجحة، من بينها التصور النموذجي للاختيار، كأن يكون هناك تقارب اجتماعي بين الطرفين في طرق التفكير والنظرة الى الحياة وتحديد الاهداف· أما أساس نجاح لقاءات الخطوبة، فيلخصه المتحدث بقوله من مصلحة الطرفين ان يكونا طبيعيين يجلسان معا أكبر فترة ممكنة يتأقلمان على صفات بعضهما ولا مانع من بعض الاعتراف بالعيوب ومحاولة تغييرها أو تقبلها· وترى أخصائية النفس العيادي نعيمة· ت، العاملة بمركز اعلام وتنشيط الشباب بضاحية وادي السمار شرق العاصمة، ان أهم شيئ خلال لقاء الخطوبة الاول هو المظهر الخارجي الذي له بالغ الاثر في الطرف الثاني، فالاعتناء بالمظهر من غير تكلف ولا تصنع، يوحي برؤية الأمور طبيعيا حتى في اهم اللقاءات الرسمية والحديث ببطء وبصوت مسموع مع مراعاة إظهار الاهتمام بحديث طرفك الثاني والاكيد الابتعاد عن التمثيل والكذب والتظاهر بما ليس في الشاب أو الفتاة، فالخطوبة الزائفة او القائمة على الكذب، سريعا ما تنهار مع اكتشاف الكذب، ناهيك عن اهتزاز صورة احد الطرفين أمام الآخر، وحتى وإن مرت ولكنها تحفظ في الذاكرة· ومن أهم أسباب نجاح لقاءات الخطوبة ومن ثم نجاح العلاقة الزوجية - تواصل المتحدثة - أن يقتنع كل طرف انه لن يجد نسخة أخرى منه، بل الأكيد أنه سيجد اختلافا في التفكير والرغبات وعلى كل طرف أن يحترم شخصية الآخر، والنصيحة الأهم - تضيف النفسانية - هو أن يبحث كل طرف عن ما يحب أن يراه في شريكه، وإعطاء فرص أكبر لكل طرف كي يعبر عن رغباته لا أن يكون الحديث كالاستجواب، فهذا كفيل بإنهاء اللقاء حتى قبل أن يبدأ·