يستعد التلفزيون الجزائري لتنظيم الليلة الخامسة من ليالي "الفنك الذهبي"، التي أصبحت من المواعيد المنتظرة كل سنة، خاصة من طرف الفنانين والمبدعين والمنتجين، الموعد هذه السنة سينطلق في 26 فبراير، على أن تكون ليلة الحسم وموعد التكريم والجوائز يوم الخميس 28 فبراير الجاري بالمسرح الوطني الجزائري "محي الدين بشطارزي"· المنافسة هذه السنة ستكون بين 10 أعمال، حيث قال المدير العام للتلفزيون ورئيس مؤسسة "الفنك الذهبي" حمراوي حبيب شوقي، أنّها مجمل ما أنتج وعرض على الشاشة الصغيرة منذ فبراير 2007 موعد تنظيم الطبعة الرابعة من "الفنك الذهبي"· ومن بين أهم الأعمال المتنافسة مسلسل "الليالي البيضاء" للمخرج أحمد دعيبس وسيناريو وحوار فاطمة وزان، والذي شارك في أداء أدواره كلّ من سميرة صحراوي، مبروك فروجي، مراد خان، سليمة لعبيدي وفاطمة حليلو، وتصبّ قصة المسلسل في قالب اجتماعي بوليسي جديد الطرح بالنسبة للدراما التلفزيونية الجزائرية، مزج بين إشكالية العقم والعلاقة بين الزوجين من جهة، وبين عصابة المخدرات التي تغوي الشباب والفتيات··· تميّز هذا العمل بأداء الفنانين المتمكن رغم ضعف الترابط في الأحداث وغياب التفسير المنطقي لتطوّرها· ثاني الأعمال المرشّحة للتنافس في الليلة الخامسة مسلسل "موعد مع القدر"، الذي يعدّ من أهمّ الأعمال التي قدّمت خلال الشهر الفضيل والذي عاد به المخرج جعفر قاسم بعد سلسلة "ناس ملاح سيتي" التي لقيت نجاحا كبيرا، جعفر قاسم الذي تعوّد على حصد جوائز "الفنك الذهبي"، سيدخل المنافسة بقوّة هذه السنة أيضا، سواء من حيث التقنية الفنية الرفيعة التي عوّد عليها المشاهد، وكذا كوكبة الممثلين الذين شاركوا في العمل وعلى رأسهم الفنان الكبير سيد أحمد أقومي والفنانة الشابة صوفيا كونيناف والفنان بوعلام بناني وعايدة قشود، فتيحة سلطاني والعربي زكال·· ورغم الأداء الهش الذي ظهر به بطل العمل عثمان بن داود، فإنّ قصة المسلسل اجتماعية أيضا ممزوجة ب"الأكشن" مما أعطاها ذوقا آخر لم يتعوّد عليه المشاهد الجزائري، من خلال قصة الدكتور مالك وزوجته فريال التي تعرضت لجريمة قتل تقلب حياة زوجها، الذي يقرّر البحث عن قتلة زوجته وعن طفلته الوحيدة، يذكر أنّ هذا العمل الذي حظي بنسبة مشاهدة معتبرة شهد مشاركة الفنان الراحل كريم زناسني الذي فارقنا قبل أيام في دور المجرم· من بين العشرة أعمال المتنافسة هذه السنة على 13 جائزة، أيضا، مسلسل "أحلام وأوهام" سيناريو وإخراج سيد علي فطار، وهو فيلم اجتماعي يستعرض عددا من المشاكل التي يعانيها شباب اليوم لا سيما مشكلة السكن، من خلال قصة شاب كان كلّ حلمه الحصول على شقة من أجل إتمام زواجه مع الفتاة التي خطبها منذ خمس سنوات، مقابل مجموعة أخرى من الشباب الذين اختاروا الطريق السهل·· طريق الانحراف والإجرام، وشارك في هذا العمل عدد من الفنانين الشباب على غرار حمود لوكال وهدى، إلى جانب الفنان الكبير مصطفى برور، بهية راشدي، عبد القادر تاجر وإبراهيم شرقي· من أهمّ الأعمال المرشّحة لحصد جوائز هذه الدورة إلى جانب "مفترق الطرق" و"الليالي البيضاء "، السلسلة الفكاهية التي بثّت خلال شهر رمضان "عمارة الحاج لخضر" للفنان لخضر بوخرص، حيث شاركت نخبة كبيرة من الفنانين والفنانات على غرار عطا الله، ليندة ياسمين، كمال بوعكاز، حميد عاشوري وبختة بن ويس· مسلسل "الوهم" الذي تقاسم أدواره كل من الفنانة الكبيرة صونيا، أحمد بن عيسى، هشام مصباح، فتيحة سلطان وسليمة لعبيدي، ومن إخراج عبد الرزاق هلال، يعدّ من الأعمال الاجتماعية القوية المشاركة، إذ تناول إشكالية البطالة لدى الشباب من خلال قصة الفتاة "نصيرة" الحاصلة على شهادة جامعية، والتي يؤدي بها يأسها من عدم إيجاد عمل بمؤهلاتها إلى العمل ك "منظفة"، ويغامر خطيبها "علي" عندما تدفعه الأبواب المقفولة في وجهه إلى خوض غمار الهجرة رفقة صديقة بوثائق مزورة، وهي المغامرة التي تكلّفه السجن· "حال وأحوال " للمخرج محمد صحراوي، من بين الأعمال الفكاهية القليلة الهامة التي عرضت خلال شهر رمضان المعظم والتي قوبلت باستحسان كبير لدى الجمهور، قدّمت في شكل حلقات منفصلة تطرّقت لعدة مواضيع، تقاسم أدوارها كلّ من كمال بوعكاز، حميد عاشوري، فوزي صايشي، نوال زعتر، مدني نعمون وسعاد سبكي· من بين الأعمال الفكاهية التي ستدخل المنافسة كذلك، "خارج التغطية" لعلي عيساوي بمشاركة حكيم دكار، الذي تعرّض للكثير من الانتقادات من خلال هذا العمل، الذي جاء بمستوى أقلّ من الأعمال التي قدّمها في السنوات الماضية، لاسيما سلسلة "جحا"، كذلك سلسلة "مع لمهني روح أمهني" لمحطة قسنطينة سيناريو وإخراج مهدي عبد الحق بمشاركة علاة زرماني، عبد الحميد حباطي وبشير بن محمد، والتي تندرج أيضا في إطار الأعمال الاجتماعية الفكاهية، إلى جانب سلسلة " أربح يا خاسر" لزكريا وإعداد عبد القادر والتي تصبّ هي الأخرى في قالب اجتماعي من خلال تطرّقها في كلّ عدد إلى مشكلة حياتية معينة· كما ستشهد هذه الدورة إقحام فيلم تلفزيوني يعدّ من بين الأعمال التي أنتجت في إطار تظاهرة "الجزائر عاصمة الثقافة العربية"، وهو " علي وعلي يدي وعلي مايديش " لمحمد حازورلي، على شاكلة فيلم "قوربي بلاص" الذي أقحم السنة الماضية بالرغم من كونه فيلما سينمائيا، والمعروف عن مسابقة "الفنك الذهبي"، أنّها خاصة بالمسلسلات والسلسلات التلفزيونية فقط، لكن عرض هذا العمل عبر الشاشة الصغيرة أعطى للمنظّمين أحقية إدراجه في المسابقة، العمل الذي تناول إشكالية "الميراث" بدا سطحيا وهشّا ومفتعلا في أداء ممثليه بمن فيهم الفنان محمد عجايمي·وعلى العموم، فإنّ التوقّعات ليست صعبة بالنسبة لهذه الدورة، خاصة بالنسبة للجوائز المثيرة للجدل، والتي عادت ما تمنح بمقاييس الأقدمية والأحقية أكثر من الكفاءة والجهد المبذول على غرار جائزة أحسن أداء رجالي التي يتجاذبها هذه السنة كل من الفنان العائد إلى التلفزيون الجزائري سيد احمد أقومي، إلى جانب الفنان الكبير مصطفى برور وأحمد بن عيسى والعربي زكال وكمال كربوز الذي خرج مستاء من الطبعة الثانية للفنك واعتبر أنّ جوائز الفنك خاصة بالفنانين العاصمين فقط· أمّا بالنسبة لجائزة أحسن أداء نسوي التي منحت السنة الماضية للفنانة " فاطمة حليلو" أمام دموع الفنانة المتميّزة سميرة صحراوي، التي تعود هذه السنة بقوّة إلى قائمة المرشحين إلى جانب الفنانة صونيا، فتيحة سلطاني ونوال زعتر··· لتمنح للمجيدين جائزة أحسن أداء ثانوي حتى ولو شاركت في أدوار رئيسية·والأمر يبدو مفصولا بالنسبة لجائزة أحسن سيناريو وأحسن إخراج لأنّ مبدعينا "الأذكياء" وجدوا حلا مرضيا لأنانيتهم من خلال الإشراف على كتابة وإخراج أعمالهم بأنفسهم، كما هو الحال في أغلب الأعمال المشاركة على غرار : " الوهم"، "مع لمهني روح مهني" ،"موعد مع القدر" ، "أحلام وأوهام" و"حال وأحوال".