جدد العصاميون العهد مع الاحتفالات العارمة وذلك مباشرة عقب إطلاق صافرة النهاية من طرف حكم المباراة البطولية التي أحرز فيها المنتخب الوطني تعادلا بطعم الفوز أمام نظيره الانكليزي أحد الفرق المرشحة بقوة للظفر بالتاج العالمي، حيث صنعت الجماهير الغفيرة التي غصت بها طرق وشوارع العاصمة أجواء استثنائية عكست حقيقة حجم النتيجة المحققة وكذا الأداء الباهر لأشبال رابح سعدان طيلة المباراة. وكعادتها انتفضت الجماهير العاصمية التواقة للانتصارات وخرجت عبر جل شوارع العاصمة معبرة عن فرحتها بالأداء الرجولي الذي قدمه رفقاء المتألق كريم زياني، في مقابلة حتما سوف تبقى راسخة في أذهان الانكليز، كيف لا والكل كان يتوقع فوزا ساحقا لزملاء ''وين روني'' على محاربي الصحراء الذين أبوا إلا أن يرفعوا لواء التحدي ويخالفوا كل التوقعات، بافتكاكهم لنقطة ثمينة أنعشت آمال الجزائر في بلوغ الدور الثاني. وفور انتهاء اللقاء مباشرة قامت ''المساء'' بجولة عبر العديد من شوارع العاصمة، استطلعنا من خلالها الأجواء الاحتفالية التي سادت العاصمة، ورصدنا آراء الشارع العاصمي بخصوص التعادل المحقق ضد الفريق الانكليزي وكذا أداء عناصر النخبة الوطنية. ويقول في هذا الشأن ''سمير'' 33 سنة، أن الخضر قدموا أداء باهرا وتمكنوا من شل تحركات عناصر المنتخب الانكليزي، وكان بإمكانهم تحقيق الفوز لولا قلة الخبرة لدى بعض اللاعبين، وعلى العموم لقد أعطوا صورة مشرفة عن كرة القدم الجزائرية والعربية، وردوا بذلك على كل المشككين في قدرتهم على مجاراة الفرق العالمية، يضيف ''نتيجة التعادل هذه جاءت منصفة للناخب الوطني ''رابح سعدان'' الذي ورغم الانتقادات اللاذعة التي تلقاها من طرف وسائل الإعلام إلا انه اثبت انه مدرب المهام الصعبة بتغلبه تكتيكيا على مدرب من العيار الثقيل بحجم ''كابيلو''. ومن جهته، أعرب ''زهير'' 24 سنة عن سعادته البالغة بتعادل المنتخب الوطني ضد نظيره الانكليزي، واعتبر هذا التعادل بمثابة انجاز تاريخي، لأنه جاء على حساب عملاق من عمالقة الساحرة المستديرة، كما تمنى محدثنا الفوز للخضر في المقابلة القادمة ضد المنتخب الأمريكي والمرور إلى الدور الثاني. أما ''لطفي'' صاحب ال30 ربيعا والذي وافق عرسه تاريخ إجراء المقابلة، يقول انه كان يراهن على حظوظ الخضر في تخطي عقبة المنتخب الانكليزي، ولهذا حرص على ان يكون ولوجه للقفص الذهبي مصحوبا بأجواء الفرحة التي صنعها الأنصار عقب المقابلة التي وصفها بالرائعة. وبالنظر للأداء البطولي الذي قدمه زملاء الفنان ''رياض بدبور'' ضد كتيبة ''كابيلو'' يمكن القول أن الخضر برهنوا على أن حضورهم في بلد الزعيم نيلسون مانديلا لم يكن وليد الصدفة واثبتوا فعلا وقولا أنهم قادرون على مقارعة الكبار، وبالتالي إسعاد كل الجزائريين الذين أظهروا ولعا شديدا بكل ما له صلة بالمنتخب الوطني.