خسر الرئيس برويز مشرف الرهان في الانتخابات التشريعية التي جرت في باكستان، أول أمس، مما يضع مستقبله السياسي قاب قوسين من الرحيل خاصة في ظل تنامي الاصوات المطالبة بمغادرته رئاسة البلاد·ورغم أن نتائج الانتخابات لم تحسم نهائيا إلا أن النتائج الجزئية المعلن عنها أمس أكدت تقدم حزب الشعب المعارض الذي كانت تتزعمه الراحلة بنظير بوتو بعد حصوله على 79 مقعدا من بين 228 مقعدا في الجمعية الوطنية· في حين تحصل حزب الرابطة الإسلامية المعارض بقيادة نواز شريف على المرتبة الثانية بعد حصوله على 64 مقعدا· وعادت المرتبة الثالثة للحزب الحاكم السابق وهو حزب الرابطة الاسلامية الباكستانية "جناح القائد" الداعم للرئيس مشرف· وأقر طارق عظيم الناطق باسم الحزب الحاكم السابق بالهزيمة في الانتخابات التشريعية التي تمت في ظروف أمنية متوترة ضمن تبعات عملية اغتيال زعيمة حزب الشعب بنظير بوتو في ال 27 ديسمبر الماضي وأثار موجة عنف في البلاد· وتؤشر النتائج الأولية لهذه الانتخابات على أن باكستان مقبل على مرحلة سياسية جديدة قد تعيد النظر في عديد القضايا في هذا البلد الذي يعيش حالة من التململ السياسي والعسكري· وسيكون من أهم التغيرات المرتقبة المقاربة الأمريكيةالباكستانية في مكافحة الارهاب والتي جعلت من الرئيس مشرف أهم حلفاء واشنطن بعد أحداث 11 سبتمبر في حربها ضد الارهاب·وشكل ذلك دعما قويا لمشرف للمحافظة على منصبه رغم المعارضة التي تلقاها من قبل عديد الجهات الداخلية التي طالبت برحيله· وتسعى أحزاب المعارضة وفي مقدمتها حزب الشعب وحزب الرابطة الإسلامية لبلوغ هذا الهدف، وضمن هذا السياق أعرب، أمس، رئيس الوزراء السابق نواز شريف رئيس حزب الرابطة الاسلامية عن استعداده لتشكيل تحالف مع باقي الاحزاب لوضع حد "للدكتاتورية"، في اشارة الى نظام الرئيس مشرف·وقال شريف بعد الإعلان عن النتائج الجزئية للانتخابات "إننا سنعمل مع كل القوى الديمقراطية والأحزاب الفائزة في الانتخابات لتحرير باكستان من الديكتاتورية نهائيا"· وكان نواز شريف الذي أصبح يشكل الخصم الأول للرئيس الباكستاني بعد اغتيال زعيمة حزب الشعب بنظير بوتو ابدى معارضة صريحة منذ عودته من المنفى لنظام الرئيس مشرف والذي يصفه بالدكتاتوري· وأمام الهزيمة التي مني بها الحزب الحاكم السابق الداعم للرئيس مشرف، يرى المتتبعون أن هذا الأخير أصبح أمام خيارين لا ثالث لهما، فإما أن يقدم استقالته ويترك كرسي الرئاسة، وإما أن يتأقلم مع التغيير الذي فرضته نتائج الإنتخابات التشريعية ومكنت المعارضة من الحصول على الأغلبية وبالتالي تكون لها كلمتها في تسيير شؤون البلاد· ومهما يكون الخيار الذي سيتبناه الرئيس مشرف، فإن ذلك سيجعله أكثر عزلة وهو الذي راهن على الانتخابات التشريعية واضطره الى التخلي عن زيه العسكري الذي لازمه لأكثر من 30 سنة مقابل استمراره في الحكم·ويرى المتتبعون أن فريق الرئيس مشرف يمكن له أن يبحث عن حلفاء جدد في الجمعية الوطنية المقبلة في ظل التطورات الجديدة الحاصلة على الساحة السياية الباكستانية·