أدى التحالف بين الرئيس الباكستاني برويز مشرف ورئيسة الوزراء السابقة بنازير بوتو إلى فوز مشرف في الانتخابات الرئاسية التي جرت أمس السبت ، حيث انسحب نواب حزب الشعب الباكستاني قبل بدء التصويت في الجمعية الوطنية تاركين الأغلبية لحزب الرئيس.و لكن يتحتم على مشرف انتظار تأكيد المحكمة العليا شرعية ترشيح نفسه في انتخابات الرئاسة قبل إعلان فوزه رسميا .. وقد تقضي المحكمة بإلغاء الفوز .. وأعلن عن فوز برويز مشرف في التلفزيون الرسمي،رغم أن المحكمة العليا فرضت حظرا على إعلان النتائج قبل بثها في الطعون التي تقدمت بها المعارضة ضد خوض مشرف الانتخابات على منصب الرئيس في الوقت الذي يشغل منصب قائد الجيش.. وقال مفوض اللجنة الانتخابية، قاضي محمد فاروق للجمعية الوطنية إن مشرف حصل في البرلمان بمجلسيه على 252 صوتا من 257 صوتا. وحصل أقرب منافسيه وجيه الدين أحمد على صوتين في حين تم رفض ثلاثة أصوات . كما حصل على 99 بالمائة من إجمالي الأصوات في المجالس المحلية الأربعة".،حسب ما صرح مسؤول حكومي .. وكان متوقعا أن يتحقق هذا الفوز،كون مشرف يتمتع بتأييد واسع جدا في الهيئة الانتخابية التي تتألف من 324 نائب في الجمعية الوطنية و100 عضو في مجلس الشيوخ، بالإضافة إلى أعضاء المجالس التمثيلية الإقليمية الأربعة في أقاليم البنجاب والسند وبلوشستان وإقليم الحدود الشماليةالغربية. والنقطة الأخرى التي سهلت فوزه هو استقالة أكثر من 160 عضو في البرلمان ينتمون إلى تحالف للمعارضة يقوده نواز شريف رئيس الوزراء الذي عزله مشرف عام 1999 ونفاه فيما بعد .. ورغم إعلان فوزه ،فان الرئيس الحالي سينتظر قرار المحكمة العليا عندما تجتمع في السابع عشر من الشهر الجاري للنظر في شرعية ترشيح نفسه ، ولكنه أبدى تفاؤلا من أن يكون القرار لصالحه : "إنني واثق تماما من أن المحكمة العليا ستصدر حكما متوازنا". وتعهد مشرف حليف الولاياتالمتحدة بالاستقالة إذا أعيد انتخابه من الجيش وتأدية اليمين كزعيم مدني بعد أكثر من ثمانية أعوام من توليه السلطة في انقلاب عسكري .. وكان مشرف قد عزز حظوظه في الفوز يوم الجمعة عندما وقع مرسوما لإسقاط اتهامات بالفساد عن بوتو دفعتها إلى الإقامة في المنفى منذ العام 1991 ، ممهدا الطريق بذلك لتقاسم السلطة معها من خلال تحالف مع حزب الشعب الباكستاني الذي تتزعمه في الانتخابات التشريعية.وبدورها سحبت بوتو تهديدها باستقالة نواب حزبها، وهي الخطوة التي كان يمكن أن تفقد الانتخابات شرعيتها . وذكرت وكالات الأنباء أن نواب بوتو انسحبوا من الجمعية الوطنية قبل بدء التصويت في انتخابات الأمس ، بالرغم من أن الحزب رشح مخدوم أمين فهيم ليصبح مرشحه في انتخابات الرئاسة . والمرشح الرئيسي الآخر هو وجيه الدين أحمد الذي رشحه محامون مناهضون للحكومة .. ويمهد اتفاق الجمعة تبرئة بوتو من العديد من التهم بينها، اتهام بعمليات نصب بملايين الدولارات،.كما يمنح الاتفاق العفو عن سياسيين عملوا في باكستان من 1988 وحتى 1991. إلا أن الاتفاق لا يطبق على رئيس الوزراء السابق نواز شريف الذي أطاح به مشرف في انقلاب ابيض .. ويذكر أن عملية التصويت صاحبتها أعمال عنف ، اشتبكت الشرطة الباكستانية مع محامين أثناء تظاهرهم في مدينة بيشاور بشمال غربي البلاد احتجاجا على مشاركة مشرف في الانتخابات.وقام نحو 300 محام بإحراق دمية تمثل مشرف ورددوا شعارات مناهضة للرئيس الباكستاني منها "ارحل يا مشرف.. ارحل"، وذلك بالقرب من مبنى البرلمان المحلي في بيشاور. ل //ل