أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف مساء أول أمس بدار الإمام إثر إشرافه على تخرج دفعتين من معهد القراءات ودار الإمام بالمحمدية في كلمة الاحتفال أن النشيد الوطني كتبه مفدي زكريا في سجن سركاجي وهو يكبر مع السجناء المجاهدين وكان إعدام أحمد زهانة هز روح الشاعر فختم المقطع الأخير من ''قسما'' بصرخة الأوطان من ساح الفدى. شهدت دار الإمام بالمحمدية مساء أول أمس حفلا بمناسبة تخرج دفعتين من معهدي القراءات ودار الإمام بالمحمدية من الأئمة والقراء حيث بلغ عدد المتخرجين 577 طالبا منهم 11 طالبا من دول إفريقية شقيقة زاولوا دراستهم في كل من معهد تيزي وزو، غليزان وبسكرة. وقد حضر الحفل إلى جانب وزير الشؤون الدينية والأوقاف سفير السينغال بالجزائر. وافتتح الحفل بتلاوة آيات من القرآن الكريم طيب بها أسماع الحاضرين الطالب المتخرج من معهد القراءات حكيم نشاد، ثم عزف النشيد الوطني الذي وقف له الحضور إجلالا وإكراما لأرواح الشهداء الذين ضحوا من أجل سيادة وحرية الوطن والأمة الجزائرية. وتعد الدفعة المتخرجة الدفعة السابعة من الطلبة المتخصصين في القراءات والأئمة المدرسين من دار الإمام والتي تصادف الاحتفال بعيد الاستقلال الوطني. وبعد الكلمة الترحيبية قدمت كلمات شكر وامتنان من مثلي طلبة معهد القراءات ودار الإمام وكذا الطلبة الأفارقة لتتقدم فرقة الإنشاد ''الإسراء لمدح خير الأنبياء'' التي جاءت من المدنية لتمتع أسماع الحاضرين بمدائح ''ربي قصدت وجهك وما قصدت غيرك فارحم إلهي عبدك فالفضل منك ولك ربي أنت الأوحد،،، في الكون حين تعبد،،، لك الجبال تسجد،،، وما سواك نعبد'' ومديح ''اللهم صل على المصطفى حبيبنا محمد عليه السلام''. وبعد المدائح الدينية الإنشادية ألقى وزير الشؤون الدينية والأوقاف السيد أبو عبد الله غلام الله كلمة للمتخرجين حذر فيها من بعض النحل التي تصيب بعض الشباب الذين ليس لهم تأصيل في العلم والإدارة والتاريخ الجزائري والجهود التي بذلها علماء وطنهم في حفظ الدين وتعليم الناس وظنوا أن بلادهم قاحلة فاستنجدوا بشواطئ ضحلة فجلبوا منها العفن والشقاق وما يسيء إلى أمتهم وظنوا أن هذه الأمة ليس لها تاريخ في الإسلام والثقافة والدعوة إلى الله. وأكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف أن شيوخ الجزائر لهم الفضل في حفظ الإسلام عندما أصبنا بالاستعمار وأخذت منا الأرض والملك والإدارة وتسيير الأمور الاجتماعية ولم يبق للجزائر إلا كلمة لا إله إلا الله. وأضاف السيد الوزير مخاطبا الشباب: ''أيها الشباب إن سلفكم طاهر، سلفكم مجاهد ليس لأحد عليكم فضل إلا الله تعالى وهذا الوطن الذي وفر لكم سبل الخير، النشيد الوطني أيها الشباب لو تعلمون أين كتبه مفدي زكريا، كتبه في سجن سركاجي وهو يكبر مع السجناء المجاهدين. وبعد كلمة معالي الوزير وزعت الجوائز على الطلبة المتفوقين من المعهدين حيث عادت الجائزة الأولى للطالب محمد عبد المؤمن من معهد دار الإمام والجائزة الثانية للطالب محمود سليم من معهد القراءات سلمها لهما السيد وزير الشؤون الدينية والأوقاف ليختتم الحفل بعد تسليم الجوائز على الطلبة المتفوقين والمتخرجين من الأشقاء الأفارقة والجزائريين بتلاوة آيات من القرآن الكريم.