عرفت الدراجة الجزائرية أبطالا لا يحصون ولا يعدون، صنعوا أمجادها منذ الحقبة الاستعمارية على غرار عبد القادر زعاف الملقب ب Le Casseur de BARAQUE حيث كان في الخمسينيات من أحسن الدراجين الأوروبيين، برز بصفة خاصة في دورات فرنسا شأنه شأن محمد قبايلي الذي كان في تلك الفترة يسيطر على بطولة الجزائر إلى جانب بن سرسة من قسنطينة بطل شمال إفريقيا عدة مرات وأحمد شيبان. وخلف هؤلاء الرياضيين أسماء لامعة مع بداية الاستقلال شكلت النواة الأولى للمنتخب الوطني نذكر منها على وجه الخصوص شيبان، حمزة مجيد ومحي الدين ودرارني وواشاك والطاهر زعاف وأحمد جليل. هذا الأخير كان له الفضل في فتح باب التتويجات للجزائرالمستقلة على المستوى القاري، حيث أهدى لبلاده أول ميدالية ذهبية في أول ألعاب إفريقية، وفتح له هذا التتويج طريقا منيرا لمشواره الرياضي الذي كان حافلا بالألقاب والمشاركات الناجحة مع النخبة الوطنية. انطلق جليل في ممارسة هذه الرياضة سنة 1960 تحت ألوان نادي بئر مراد رايس، وقد سطع نجمه بسرعة حيث أصبح بطلا للجزائر العاصمة في سن 19 ربيعا واستدعي في السنة الثانية من الاستقلال إلى صفوف المنتخب الوطني رفقة حمزة مجيد وزعاف الطاهر ومحي الدين ووشاك، فخاض عدة منافسات دولية، ومن أجمل ما يتذكره جليل مشاركته في دورتي تونس والمغرب رفقة بطل فرنسا لوسيان إيمار والبطل العالمي والأولمبي غوستا بيترسون، كما شارك في البطولة العالمية مرتين (1964-1965)خاصة تلك التي خاضها بمدينة سان سيباستيان (إسبانيا)، حيث احتل فيها المركز ال33 بعد أن دخل ضمن المجموعة التي رافقت إلى غاية خط الوصول البطل العالمي البلجيكي إيدي ماركس. وظل أحمد جليل لعدة سنوات عنصرا بارزا في صفوف التشكيلة الوطنية لتألقه المستمر في البطولات الوطنية والدورات الدولية، كما عين فيما بعد قائدا لها لجديته في العمل وحبه في الدفاع عن الألوان الوطنية في كل المنافسات الدولية التي خاضها في السبعينات. ويقول جليل في هذا الشأن: ''الدراجة الجزائرية كانت في الستينات والسبعينيات تقارب المستوى العالمي وسمعتها تعدت الحدود الوطنية بفضل العمل القاعدي الذي كان ينجز من طرف مكونين ومسيرين كبار أمثال قبايلي وطاهير اللذين تقلدا رئاسة الاتحادية في أحسن مرحلة شهدتها هذه اللعبة''. وأضاف والدموع تغمر عيناه: ''اليوم للأسف الشديد انقلبت الأوضاع وأصبحت الجزائر من أضعف البلدان العربية والإفريقية في هذا التخصص الرياضي، كنت في وقت ليس ببعيد مديرا فنيا وطنيا بالإتحادية''، لكني انسحبت لأسباب مرتبطة بالتنظيم، وقتها بدأت بعض الممارسات لإبعاد التقنيين الحقيقيين أذكر منهم بالخصوص حمزة مجيد الذي اضطر إلى مغادرة الوطن حيث عمل كمدرب لمنتخب الإمارات العربية''. وذهب محدثنا إلى القول، إنه يئس من رؤية عودة الدراجة الجزائرية إلى مستواها السابق الذي صنع مجدها ووضعها بين أحسن الأمم في هذه الرياضة التي أنجبت أبطالا كبارا شأنها شأن الملاكمة وكرة القدم.