تحضر ولاية الجزائر لترحيل أزيد من 300 عائلة تقطن بحي ''الكاريار'' بأعالي باب الوادي بالعاصمة، وذلك في الأيام القليلة القادمة، في خطوة هامة نحو القضاء على الحي الذي شهد خلال الشهور الماضية العديد من المشاكل والصراعات بين شبابه وشباب الأحياء المجاورة، وسيتم توزيع سكان هذا الحي المرحلين عبر عدة تجمعات سكنية جديدة بربوع العاصمة قبل ان يتم تهديم الحي والقضاء عليه بشكل نهائي. على غرار حي ديار الكاف وديار الشمس، جاء دور حي الكاريار ليرى النور ويتخلص من المعاناة التي كان يكابدها سكان المحجرة منذ أزيد من نصف قرن. وسيقضي مخطط ولاية الجزائر الإسكاني الطموح على جميع آثار مخططات قسنطينة وديغول الاستعمارية، التي تركت آثارا سيئة في نفوس السكان الذين ظلوا يعانون في سكنات هي اقرب إلى محتشدات منها إلى بيوت لائقة زادتها البيوت القصديرية التي انتشرت مع مرور الوقت حول الحي السكني العتيق، بسبب أزمة السكن الخانقة التي عانت منها العائلات جراء الانفجار السكاني. وقد أخذت ولاية الجزائر بعين الاعتبار الوضعية الاجتماعية التي يعيشها سكان هذا الحي والأحياء المشابهة لها بالعاصمة، والتي تتجه نحو الاختفاء التدريجي من الخريطة العمرانية لولاية الجزائر، بعد ان تقرر القضاء عليها بعدما أضحت بؤرا للإجرام والانحراف التي ساهم فيها تردي ظروف الحياة الكريمة لسكان الحي. وحسب مصدر مسؤول من ولاية الجزائر، سيتم إعادة إسكان عائلات حي الكاريار على مراحل تماما كما حصل مع سكان ديار الكاف نفسها بالبلدية، وكذا ديار الشمس. ويتراءى لك حي الكاريار في شكل بيوت قصديرية أسفل الجبل تعلوها العمارات العتيقة، التي تشبه أقسام العنابر في السجون، حجرات مكدسة في طوابق فوق بعضها، لها ممر وحيد في شكل رواق طويل ومكشوف على الرياح والأمطار وكل العوامل الطبيعية، الفرق الوحيد بينها أن هذه منتشرة عبر انحدارات الجبل، وأخرى تنتشر في طوابق عمارات الحي. والى جانب الظروف الاجتماعية الصعبة التي يعيشها سكان الحي الكائن بباب الوادي، فإن معظم العائلات تعاني من أمراض معقدة ومختلفة بسبب الغبار والأتربة المتطايرة من المحجرة والتي تسبب أمراضا تنفسية وصدرية وسرطانية، ضف إلى ذلك الرطوبة العالية المنتشرة عبر الجدران والأفرشة بسبب انعدام التهوئة التي تحول المكان خلال فصل الحر إلى مكان أشبه بجهنم، الأمر الذي ادخل سكان الكاريار في دوامة لا متناهية من الأمراض والأزمات.