صدرت عن دار فيسيرا للنشر رواية ''أقنعة الروح'' الحائزة على جائزة نوبل في الأدب 1951 للكاتب ''بارلا جيركفيست'' الرواية نقلها إلى العربية محمد بوطغان. الرواية تسبح في ملكوت نوراني قد تتكاثر في وصفها الأسماء وتتعدد في ألوانها الكمالات، وينحدر شلال الجمال نحو الأعلى رقراقا ساحرا، شيء من تماهي الخيال، بل حومان في فضاءات مازالت تحير الإنسان ويستوقفه ذلك السؤال المدهش والمعجز إلى أين النهاية، عالم الأرواح، ماذا بعد سقوط الأجسام وجفافها كأوراق الخريف. سؤال تقره كل الديانات وترحل فيه كل الأخيلة وهناك إجابة النعيم والجحيم، والرواية ههنا الشجرة التي تحط عليها الأرواح كالعصافير المغردة هي بلاد كما جاء في غلاف الكتاب ''تقيم فيها الأرواح هناك نعلم أن كل شيء كامل.. جميل.. سام.. على غير ما هو هنا كأننا لا نستطيع تمثلها إلا ناقصة ولا نملك حيالها إلا حدسا جزئيا لحياة أخرى ثانية تحياها. وجود يتجاوز عالم الواقع السفلي وحده الكمال يسود عندها.. وأينما اتجهنا تنبهر أعيننا هكذا هي بلاد الروح بلادها الحقيقية. في هذه البلاد عرس مقنع مستديم.. حفل مستمر''. ينزلق الماضي، بل ينفتح بمكانه، ويفتحه فعله برفق ليجعلك تطل منه على حديقة تسكنها العصافير النادرة، الماضي وحده الحدث والحديث ''كان'' تتردد في صورها في مشاهدها كما اللوحات التي تزين مدخل قصر جميل ''كان'' التي تتألق فيها الأرواح وتلتقي كما يلتقي الصداح بالصداح، هي القصة هكذا تنفتح بدايتها على فرح في سهرة حافلة خلال عشاء راقص في مطعم راق. رغم أنها ليست على ضفاف نهر ''لا لغو فيه ولا تأثيم'' ولا خيمة من لؤلؤ ولا شجرة تنبع من تحتها الأنهار وتسير في ظلها الشمس وتتعب لكن كل هذا الفيض الجمالي ينبع من الداخل جاذبيته وايقاعاته مغناطيسية من أعماق عين سوداء قد تكون عين حورية من حور الجنان التي ظهر نصف جسمها من نهر الكوثر بينما الجسم الآخر يرتشفه الماء ويتغذى من فتنته. تنبت الأسئلة بعفوية لتتسع إلى كلام صامت يقرأ الملامح يحدد المحيطات والأزمان يقيس جمال الروح ''إن الكلمات لا تفيد إلا في الاختفاء'' القصة جميلة ومغناطيسية بلغة شاعرية تتوزع على 106 صفحات من القطع المتوسط.