توقع نشر 15 ألف وثيقة ''سرية جدا'' حول خبايا الحرب الأفغانية تحبس الولاياتالمتحدة هذه الأيام وخاصة طبقتها السياسية أنفاسها بعد أن أصر صاحب موقع ويكيليكس المختص في نشر الأخبار العسكرية السرية على مواصلة نشر ما بقي في حوزته من وثائق سرية حول الحرب الأفغانية. ورفض وليام اسانج صاحب هذا الموقع الإذعان للضغوط التي ما انفك البنتاغون الأمريكي يمارسها عليه وأصر على مواصلة نشر كل الوثائق السرية التي تحصل عليها بما قد يخلط الكثير من حسابات واضعي الاستراتيجية العسكرية الأمريكية في أفغانستان وفضح الكثير من حقائق الحرب الجارية أطوارها في هذا البلد منذ سنة .2001 وأصبح موقع ويكيليكس محل اهتمام ومتابعة كل المهتمين في العالم بعد أن فجر عدة قنابل سياسية وعسكرية ومخابراتية في الولاياتالمتحدةوباكستانوأفغانستان بإقدامه خلال الأسابيع الأخيرة على نشر أكثر من 70 ألف وثيقة سرية ''جدا'' تخص مجريات وخبايا الحرب الأمريكية في أفغانستان وعلاقة حركة طالبان بالمخابرات الباكستانية وحقيقة الوضع السياسي والاجتماعي العام في هذا البلد الممزق. ورغم تلك الضغوط فقد أكد اسانج أنه لن يتراجع عن نشر مضامين أكثر من 15 ألف وثيقة سرية جديدة صنفت في خانة ''سري دفاع'' تخص جميعها أطوار الحرب الأمريكية في أفغانستان وعلاقة باكستان بها. وشدد التأكيد في تصريحات أدلى بها بالعاصمة السويدية ستوكهولم أمس أنه سيباشر في نشر هذه الوثائق خلال أسبوعين وأرجع هذا التأخير إلى تمحيص النظر في مضمون حوالي ثمانية آلاف وثيقة من أصل 15 ألف وثيقة التي مازالت تنتظر النشر. وجاءت تأكيدات مدير هذا الموقع الالكتروني يوما بعد أن طالبه البنتاغون الأمريكي بعدم نشر هذه الوثائق بدعوى حساسيتها وربما إلحاقها الضرر بالأشخاص والمصالح الأمريكية في العالم ولكنه أشار إلى أن عملية النشر ستتم بعد قراءة الوثائق سطرا بسطر لتفادي إلحاق أي ضرر بأي شخص مازال في الخدمة. وكان البنتاغون الأمريكي حذر من أن إقدام موقع ''ويكيليكس'' على تسريب وثائق سرية أخرى حول مجريات الحرب الأفغانية سيلحق أضرارا كبيرة بالمصالح الأمريكية. وقد تم نشر أكثر من 76 ألف وثيقة سرية تم تسريبها إلى حد الآن والتي أثارت زوبعة في كل العالم بالنظر إلى الحقائق السرية التي تضمنتها.ويأتي إصرار الموقع الإلكتروني المختص في الأخبار العسكرية السرية رغم أن منظمات حقوقية انتقدت عملية النشر على خلفية أن تلك الوثائق تضمنت أسماء لأفغانيين تعاونوا مع القوات الأمريكية مما سيهدر دمهم. وجدد صاحب الموقع أنه لن يرضخ لضغوط أية جهة كانت وقال أن ''ويكيليكس'' لن يتم تهديده لا من البنتاغون ولا من أية جهة كانت وقال إننا نتصرف بحكمة وبحذر في الكثير من القضايا وتلك كانت طريقة عملنا منذ البداية. والمؤكد أن الخمسة عشر ألف وثيقة التي ينوي الموقع تسريبها لاحقا ستكون ذات وقع اكبر من تلك التي تم نشرها إلى حد الآن على اعتبار أنها وثائق تم الاحتفاظ بها لحساسيتها المفرطة وربما هو الأمر الذي جعل البتناغون يتحرك من أجل منع نشرها على الشبكة العنكبوتية. وهو ما أكده وليام اسانج الذي أكد أنها وثائق تم وضعها جانبا لأنها تضمنت بعض التعيينات والتسميات الصريحة بما يعني أنها يمكن أن تمس بعض الأشخاص الذين مازالوا في الخدمة أو الذين يمكن أن تتعرض حياتهم للخطر وهو ما استدعى قراءتها سطرا بسطر دون أن يكون لذلك أية رقابة ذاتية من قبلنا على الوثائق المطروحة. يذكر أن موقع ويكيليكس أسسه وليام اسانج سنة 2006 في شمال شرق استراليا وقد اختص في نشر كل الوثائق والأخبار والمعلومات السرية التي لها علاقة بأسرار الدفاع والعمليات العسكرية في كل العالم. وقال إنه لما قرر تأسيس الموقع كان يرغب في تحقيق ثلاثة أشياء وهي تحرير الصحافة وفضح التجاوزات والحصول والمحافظة على الوثائق التي تصنع التاريخ.