الاعتقاد السائد عند الكثيرين أن مطاعم عابري السبيل مخصصة فقط للفقراء أو لمن لا قوت لهم في شهر الصيام، غير أن هذا لا يمت بصلة لحقيقة عابري السبيل الذين قد يكونون أشخاصا عاديين وفي كثير من المرات يكونون من العمال الذين أرغمتهم ظروف معينة على قضاء شهر رمضان بعيدا عن منازلهم ليستقبلوا عند أخوة هم في مختلف مناطق الجزائر الحبيبة. المطعم الذي زارته ''المساء'' تابع لجمعية حراء فرع بلدية الكاليتوس الذي يعتبر واحدا من عدة مطاعم تنظمها جمعية حراء في مناطق مختلفة من العاصمة، مع العلم أن مقرها يوجد بالمرادية وهي ذات طابع اجتماعي ثقافي خيري تتكفل بتوزيع قفة رمضان على من يستحقها وكذا تنظيم مطعم عابري السبيل. سمحت الجمعية ل''المساء'' بمرافقتها في إعداد وجبة الإفطار التي لا تختلف كثيرا عن موائد العائلات ميسورة الحال، فأفراد الجمعية ورغبة منهم في توفير الجو العائلي للعمال وللمسافرين يسهرون على إعداد أشهى الأطباق بداية من خبز الخمير والسلطة والشربة زائد طبق (الكباب) دون إغفال المشروبات الغازية وقارورات الماء الطبيعي. المطعم يستقبل عددا كبيرا من الصائمين الذين يبدأون بالتوافد على الساعة السابعة مساء في انتظار أذان صلاة المغرب. وعن سؤالنا حول مصدر تمويل الجمعية بالمواد الغذائية أطلعنا السيد عيسى أن بعض المؤسسات تقدم لهم ما يلزم من الإعانات، أما البلدية فتكتفي بإرسال الطاقم الصحي لمراقبة نوعية الخدمة من أجل ضمان سلامة الوافدين على المطعم. وعلى العموم فإن مطاعم إفطار عابري السبيل ماهي في الحقيقة إلا صورة عن التكافل التلقائي للجزائريين فيما بينهم وصورة عن البركة التي تحل مع شهر البركات.