أدانت جبهة البوليزاريو بشدة ما تضمنه خطاب العاهل المغربي الملك محمد السادس قبل يومين ووصفته بأنه ''استفزاز يضر بمصالح الشعبين الصحراوي والمغربي ويعرض أمن واستقرار المنطقة للخطر كما ينسف مصداقية الأممالمتحدة''. وذكر بيان أصدرته الحكومة الصحراوية ردا على خطاب العاهل المغربي أن هذا الأخير ''تمادى في مواصلة سياسة التعنت والتوسع وتأجيج نار الحرب وتأجيج التوتر بالمنطقة من خلال إدارة الظهر للشرعية الدولية وضرب جهود الأممالمتحدة عرض الحائط''. وأكدت الحكومة الصحراوية أن ''ملك المغرب وفي سياق تناوله لقضية الصحراء الغربية سمح لنفسه بممارسة سياسة الاستعمار على أرض لا يعترف له أحد بالسيادة عليها محاولا إقحامها في ما يسميه بالجهوية لفرض سياسة الأمر الواقع الاستعماري والاستمرار في انتهاكات حقوق الإنسان بالمدن المحتلة من الصحراء الغربية''. وكان العاهل المغربي وفي خطاب ألقاه الجمعة الأخير بمناسبة ذكرى نفي جده محمد الخامس عام 1953 ادعى في تصريحات مغالطة للرأي العام الدولي أن ما يعرف بمخططه للحكم الذاتي الذي يسعى لفرضه على الصحراء الغربية يحظى بدعم دولي متزايد. وليس ذلك فقط فقد راح الملك المغربي يعتبر أن هذا المخطط يحظى بالدعم الدولي رغم إصرار من وصفهم ب''المناوئين لهذا المخطط على مناورتهم اليائسة الرامية الى عرقلتها'' في إشارة واضحة إلى جبهة البوليزاريو والجزائر التي تصر الرباط على إدراجها طرفا مباشرا في قضية هي باعتراف الشرعية الدولية والأممالمتحدة مسالة تصفية استعمار تسويتها لن تتم إلا عبر تنظيم استفتاء لتقرير المصير في الصحراء الغربية. وهو ما جعل جبهة البوليزاريو تستنكر بشدة ''عرقلة الحكومة المغربية المتواصلة للمفاوضات الرامية إلى تنظيم استفتاء حر وعادل ونزيه تحت رعاية الأممالمتحدة يقرر من خلاله الشعب الصحراوي مصيره بكل حرية وشفافية''. كما ذكرت بالانتهاكات السافرة لحقوق الإنسان والنهب اللاشرعي للثروات الطبيعية الذي تمارسه سلطات الاحتلال المغربية بالصحراء الغربية رغم أنها تخضع لوصاية الأممالمتحدة. ودعت الأممالمتحدة وأمينها العام ومجلس الأمن الدولي إلى تحمل المسؤولية كاملة في الضغط على الحكومة المغربية من اجل الانصياع للشرعية الدولية لتمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه المشروع في تقرير المصير والاستقلال واحترام حقوق الإنسان ووقف نهب الثروات الطبيعية بالمناطق المحتلة من الصحراء الغربية. يذكر أن خطاب الملك المغربي تزامن مع دعوة الموفد الأممي الخاص إلى الصحراء الغربية الدبلوماسي الأمريكي كريستوفر روس الرباط لقبول مناقشة المقترح الصحراوي لتسوية النزاع في الصحراء الغربية بعدما حمل المغرب مسؤولية تعطل العملية السلمية.