رمضان شهر التوبة والغفران، التربية والدروس المجانية لمن أراد أن يتعلم، فهو الشهر الوحيد الذي يحمل خاصيات متعددة ويساعد الفرد على أن يصبح شخصا قادرا على مجابهة الحياة والوقوف في وجه متاعبها، فرمضان يحمل روحانية ودروسا في الأخلاق والتكافل والعبادات التي تريح النفس وتخلصها من الذنوب والمعاصي، كما أنه يعلم المسلم الصبر على العطش والجوع وتحمل المصاعب في سبيل الله، ويشعر المسلم بشعور الفقراء والمحتاجين عندما يحرم من الطعام والشراب... وينمي عنده الانضباط ومحاسبة الذات فيلتزم الصائم بالأخلاق الحميدة، ويشعر المسلمون بالأخوة والتعاون والتكافل بين الأغنياء والفقراء في رمضان، فكل ثانية من هذا الشهر الكريم العظيم حبلى بالدروس التي لا تتكرر، لكن للأسف هناك الكثير من الأشخاص الذين حرموا من ملكة الدروس القيمة والمجانية التي يقدمها هذا الشهر، لأنهم بكل بساطة يقضون اليوم كاملا نياما ولا يفيقون إلا ساعة أو دقائق قبيل المغرب، وهناك من يوقظه للأسف صوت المؤذن، لأنه بكل بساطة قضى الليل كاملا في السهر حتى أرهق ذاته، ونحن طبعا لا نتحدث هنا عن الأشخاص الملزمين بالسهر كالعمال والمناوبين وتؤكد الدراسات أن إفراز هرمون النمو يتم شروق الشمس لذلك تجد الجسم في حالة أنشط، في حين يشعر النائم في النهار بالقلق والصداع لاختلال الوظائف البيولوجية بكل بساطة، وهو ما يجعله يعتدي على الآخرين ويختلق المشاكل والشجارات في الشوارع بعد دقائق معدودة من الاستيقاظ.. فهل آن الأوان للاستفادة من الأيام القليلة المتبقية من رمضان...