أكدت السلطة الفلسطينية أمس انه من السابق لأوانه الحديث في الوقت الراهن عن اقتراحات لتحديد مواعيد أو شكل مفاوضات السلام المباشرة التي من المقرر أن تنطلق يوم الخميس القادم بين الفلسطينيين والإسرائيليين بواشنطن تحت رعاية أمريكية. وقال صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين ''أن الجانب الفلسطيني يعتبر مسألة الخوض حاليا في مواعيد أو شكل المفاوضات أمرا سابقا لأوانه''. وجاءت تصريحات عريقات ردا على الاقتراح الذي تقدم به أول أمس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بعقد لقائين شهريا بينه وبين الرئيس الفلسطيني محمود عباس بحجة أن مفاوضات بمثل هذه الأهمية تحتاج الى لقاءات على أعلى المستويات كما يجب التكتم على مجرياتها. وقال صائب عريقات أن الجانب الفلسطيني يركز حاليا على ضمان توفير مقومات نجاح هذه المفاوضات بتحديد مرجعيتها وجدول أعمالها ووقف جميع الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية بما في ذلك القدسالشرقية. وذكر بوجود اتصالات فلسطينية-أمريكية مستمرة لبحث طريقة سير المفاوضات المباشرة مع التركيز على لقاء واشنطن الذي سيعقد يوم الخميس المقبل ليعطي إشارة إطلاق هذه المفاوضات بعد 20 شهرا من التوقف. ويواصل الطرف الفلسطيني مساعيه لتمرير مطالبه الخاصة بتحديد مرجعية لعملية السلام وبما يضمن نجاحها. وفي هذا السياق دعت حركة التحرير الفلسطيني ''فتح'' إلى ضرورة تفعيل دور الاتحاد الأوروبي في المفاوضات المباشرة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل. ورحب الدكتور جمال نزال المتحدث باسم الحركة في أوروبا بتصريحات وزير الخارجية الفرنسي برنارد كوشنير التي اعتبر أن ''غياب أوروبا عن المفاوضات المباشرة ينطوي على الخزي''. وأشار نزال إلى أن غياب أوروبا عن الاتصالات التفاوضية المباشرة ''ينذر بتحجيم الشرعية الدولية كمرجعية منشودة للحل المأمول فلسطينيا''. وتعقيبا على تنويه كوشنير بدور أوروبا في دفع حصة الأسد من المساعدات الدولية للسلطة الفلسطينية أوضح مسؤول حركة فتح أن ''الهامش الأوروبي للضغط على إسرائيل طاغ في مقاييسه بالنظر إلى أن 70 بالمئة من التجارة الخارجية لإسرائيل تعقد سنويا من شركاء أوروبيين''. وأضاف أن ''للدور الأوروبي أهمية سياسية تتجاوز هامش التأثير الاقتصادي نظرا لكون السياسة الأوروبية أكثر ميلا لتكريم القانون الدولي وحقوق الإنسان وهي أمور يرفضها الجانب الإسرائيلي بوصفها أوراق فلسطينية رابحة''. وكانت فرنسا قد أبدت على لسان وزير خارجيتها برنارد كوشنير استياءها من عدم دعوة أي ممثل أوروبي للمشاركة في إطلاق المفاوضات المباشرة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل في الثاني من سبتمبر المقبل بواشنطن.