أطلق الوزير الأول الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أمس رصاصة الرحمة على مفاوضات السلام المباشرة يومان قبل انطلاقها عندما أصر التأكيد على حتمية اعتراف السلطة الفلسطينية بيهودية الدولة العبرية كشرط مسبق لبدء هذه المفاوضات المنتظر عقدها صباح الخميس بالعاصمة الأمريكيةواشنطن. وزعم نتانياهو أن هذا الشرط كفيل بأن يدفع بمفاوضات السلام نحو الأمام وبكيفية تنتهي إلى اتفاق سلام نهائي يستند على ثلاث شروط تعجيزية سماها هو بالمبادئ التي تحدد إجراء المفاوضات المباشرة. وقال نتانياهو ليبرر موقفه أن الاعتراف بيهودية إسرائيل يمنع التقدم بطلبات إضافية في تلميح إلى تمسك الفلسطينيين بحق العودة لأكثر من 5,4 ملايين لاجئ فلسطيني الذين أرغمتهم إسرائيل على العيش في مخيمات اللجوء لأكثر من ستة عقود. وعاد الوزير الأول الإسرائيلي إلى مسألة ضمان امن إسرائيل ليؤكد على حتمية التوصل إلى إجراءات أمنية ملموسة على الأرض تضمن عدم تكرار ما حدث في لبنان وقطاع غزة بعد الانسحاب الإسرائيلي في الضفة الغربية في إشارة إلى مواصلة المقاومة الفلسطينية ضرب أهداف إسرائيلية داخل العمق الإسرائيلي. وبهذه الشروط التعجيزية التي يبقى الهدف منها إفشال المفاوضات قبل انطلاقها قال نتانياهو انه مقتنع بإمكانية تحقيق الأمن والاستقرار للشعبين ولكل المنطقة اذا خاض الفلسطينيون المفاوضات بنفس الإرادة والجدية مثلنا وتساءل الوزير الأول ما إذا كان للجانب الفلسطيني نفس الرغبة في تحقيق السلام. ويكون نتانياهو بذلك قد تحول وفق هذا المنطق إلى باحث للسلام والفلسطينيون إلى معرقل له رغم أن تجارب مسار السلام طيلة 17 عاما أكدت ان الحكومات الإسرائيلية عمدت على إفشال كل مسعى لتحقيق السلام . وطالب رئيس الحكومة الإسرائيلي الجانب الفلسطيني بإبداء ليونة في مواقفه التفاوضية بمطالبته الإذعان لشروطه التعجيزية بينما رفض هو مطلبا فلسطينيا شرعيا ونصت عليه كل اللوائح الأممية بوقف الاستيطان . ولا يمكن إخراج تصريحات نتانياهو عن سياق رغبة إسرائيل في إفشال مفاوضات واشنطن بدليل اختياره توقيتا مناسبا للإدلاء بتصريحاته التي جاءت يومين فقط قبل انطلاق هذه المفاوضات التي زعمت الإدارة الأمريكية أنها تراهن عليها من اجل تحقيق السلام.