لا تزال المستشفيات تعاني من مشكل ندرة لقاح الأطفال وهو ما يذبذب البرامج التلقيحية المتعلقة بهم خاصة الرضع حديثي الولادة. وذلك في الوقت الذي تتخوف فيه المصالح الطبية والصحية من انعكاسات هذه الندرة التي قد تتسبب في ظهور وعودة بعض الأمراض التي تصيب الأطفال كالبوحمرون ومرض السل. وتتواصل هذه الندرة منذ حوالي عامين عندما بدأت الجزائر تعرف نقصا في لقاح الأطفال الرضع، ويرجع ذلك حسب مصادر استشفائية إلى نفاد المخزون وغياب التنسيق بين بعض المصالح الصحية ومعهد باستور المكلف باستيراد اللقاحات، بالإضافة إلى قرار تقليص الميزانية الموجهة لاستيراد الأدوية بهدف التخفيض من فاتورة الاستيراد وتشجيع الإنتاج محليا، غير أن كل هذه العوامل أدت إلى تسجيل ندرة وغياب اللقاح بالمستشفيات، حيث أصبح العثور على لقاح خاص بالرضع أمرا شبه مستحيل. وأمام هذه الندرة في القطاع العمومي يجد الأولياء أنفسهم مجبرين على التوجه إلى مخابر وعيادات القطاع لتلقيح أطفالهم بأسعار باهظة قد تصل إلى 2000 دينار للقاح الواحد وهو ما لا يمكن أصحاب الدخل المحدود من تلقيح أبنائهم. رغم أن معهد باستور سبق وأن أعلن منذ حوالي ثلاثة أشهر عن قرار جلب ثلاثة ملايين جرعة للقاح المضاد لمرض التهاب الكبد من نوع ''ب''. وتضاف هذه الندرة في لقاح الرضع إلى تلك الندرة المسجلة في العديد من الأدوية إذ تخلو الصيدليات حاليا من العديد من الأدوية ما يجعل المرضى مجبرين على تغيير أدويتهم بأدوية أخرى من نفس المفعول أو الاستعانة بأقاربهم لجلبها من خارج الوطن. وترجع بعض الجهات تسجيل هذه الندرة في اللقاح الخاص بالأطفال الرضع إلى مشكل التوزيع باعتبار أن وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات أكدت دخول الكميات الكافية من هذا اللقاح. مشيرة إلى أن معهد باستور يتوفر على مخزون كاف لسد حاجيات المستشفيات من هذه اللقاحات لمدة ثمانية أشهر. وهو السياق الذي أرجعت فيه الوزارة سبب هذه الندرة إلى غياب التنسيق بين معهد باستور المكلف بتوزيع هذه اللقاحات ومختلف مديريات الصحة.