عكست الاحتفالات المخلدة لذكرى إعلان قيام الجمهورية العربية الصحراوية المقامة ببلدة تيفاريتي بالأراضي الصحراوية المحررة ترسخ فكرة العودة إلى خيار الحرب خاصة مع صعود جيل من الشباب إلى مختلف الهيئات القيادية لجبهة البوليزاريو· وكانت تلك الاحتفالات التي أقيمت نهاية الأسبوع الماضي محطة جديدة لتأكيد الصحراويين على حقهم في مواصلة كفاحهم الى غاية تحقيق الاستقلال· وتقاطعت تصريحات الرئيس محمد عبد العزيز ورئيس البرلمان الجديد محفوظ علي بيبا والبرلمانيين الجدد واغلبهم من الشباب عند تجديد العهد مع التمسك بخيار الحرب كسبيل لتحقيق الاستقلال· وجاء حفل تنصيب المجلس الوطني التأسيسي للجمهورية العربية الصحراوية بمناسبة هذه الذكرى ليؤكد هذا التوجه من خلال صعود جيل من السياسيين الشباب إلى هذه الهيئة التشريعية التي أصبحت فئة الشباب تشكل فيه نسبة ال60 بالمئة· كما تم تجديده بنسبة تجاوزت 90 بالمئة حيث لم يتم تجديد الثقة إلا في 4 نواب من البرلمان السابق· وتؤكد هذه التطورات التوجه الذي بدأ يتكرس باتجاه خيار العودة الى الحرب، ففي الوقت الذي تتمسك فيه قيادة جبهة البوليزاريو بالحل السلمي فان خيار العودة الى وضع ما قبل سنة 1991 يبقى خيارا يحظى مع مرور الوقت ومع تواصل "حالة اللاحرب واللاسلم" بالإجماع· كما عرفت تلك الاحتفالات تخرج دفعة عسكرية جديدة عكست الاهتمام بقوات الجيش الصحراوي وتحضيرها لحرب محتملة في حال فشلت المفاوضات الحالية· ويأتي تاكيد هذه الرغبة بعد أن ناقش 1600 مشارك في المؤتمر ال12 للبوليزاريو من 14 الى 20 ديسمبر الماضي هذا الخيار وأصروا على جعله أولوية وفوضوا القيادة للبت فيه على ضوء تطور المفاوضات المباشرة التي انطلقت شهر جوان الماضي· ومن جهة اخرى اكدت سياسة اعمار المناطق المحررة التي شرعت الحكومة الصحراوية في تنفيذها، ممارسة الصحراويين لسيادتهم على هذه الاراضي في انتظار استكمال استرجاع جميع الأراضي المسلوبة·وقام الرئيس الصحراوي بالمناسبة بوضع حجر الاساس لبناء عدة مرافق في قطاعات البناء والشبيبة والرياضة والمياه، حيث وضع حجر الاساس لبناء مركب رياضي بتموين من دولة جنوب افريقيا الذي حضر سفيرها الجديد السيد مزوفيكيل ماكيتوكا جانبا من هذه الاحتفالات كما تم وضع حجر الاساس لبناء سكنات وفندق لاستقبال الضيوف وسد مائي· يذكر ان هذه الاحتفالات عرفت تقديم السيد مزوفيكيل ماكيتوكا لاوراق اعتماده للرئيس محمد عبد العزيز كسفير جديد لجنوب إفريقيا لدى الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية· وصرح الدبلوماسي الجنوب الافريقي للصحافة عقب الاستقبال انه تطرق مع الرئيس عبد العزيز للعلاقات الدبلوماسية والسياسية التي تربط البلدين منذ اعتراف بلاده بالجمهورية العربية الصحراوية في سبتمبر 2004 ومختلف أوجه التعاون المشترك بينهما·وجدد بالمناسبة وقوف جنوب افريقيا الى جانب الشعب الصحراوي في كفاحه من اجل الاستقلال· من الأراضي الصحراوية المحررة: ع/يونسي